[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]د. محمد الخير الشيخ
في
مقالات سابقة تحدثت عن كيفية تطوير كرة القدم العربية والطرق والوسائل
الكفيلة بتفعيل هذا التطوير وبرمجته، حيث يساعد في وصول المنتخبات العربية
وتأهلها ومنافستها في البطولات القارية والدولية، وكانت إحدى هذه الوسائل
هي الرياضة المدرسية. وتنبع أهمية ذلك من أهمية ممارسة الرياضة في مرحلة
الطفولة، فلممارسة التمارين الرياضية أهمية خاصة في سن الطفولة والشباب،
حيث إن الجسم في نمو مستمر، وكما قيل "العقل السليم في الجسم السليم"، فهو
يحتاج إلى الرياضة للتأكد من أن العضلات والعظام والقلب والرئتين وكل
الأعضاء الحيوية الأخرى تنمو بشكل طبيعي وسليم، إضافة إلى بناء الشخصية
السليمة، فقد أشارت عديد من الدراسات إلى أن الألعاب الحركية المنظمة تعزز
نمو الأطفال والشباب من الناحية البدنية والذهنية والنفسية بصورة
صحية،وتزيد من الثقة بالنفس وتقدير الذات والشعور بالإنجاز.
ومن
فوائد ممارسة التمارين الرياضية في مرحلة الطفولة أن المواظبة على النشاط
البدني يحقق للطفل فوائد بدنية ونفسية واجتماعية وروحية مهمة منها:
ـ
إن مزاولة النشاط البدني يمكن أن يساعد الأطفال والشباب على تحقيق
التناسق، وسلامة بناء العظام والعضلات والمفاصل مما يساعد على السيطرة على
وزن الجسم والتخلُّص من الوزن الزائد ورفع كفاءة وظيفة القلب والرئتين.
ـ
إن ممارسة الأنشطة الحركية تزيد من قدرة الطالب على التعلم وذلك من خلال
تأثيراته في القدرات العقلية، فقد أشارت كثير من الدراسات إلى أن الطلاب
الذين يشاركون في المسابقات الرياضية بين المدارس أقل عرضة لممارسة بعض
العادات غير الصحية كالتدخين أو تعاطي المخدرات وأكثر فرصة للاستمرار في
الدراسة وتحقيق التفوق الدراسي وبلوغ أعلى المستويات الأكاديمية.
ـ
كما يتيح اللعب الجماعي والألعاب الرياضية وغيرها من الأنشطة البدنية
للطلاب الفرصة للتعبير عن الذات، وبناء الثقة بالنفس، والإحساس بالإنجاز،
والتفاعل مع المجتمع والاندماج فيه.. وممارسة الحياة الطبيعية بكل
معطياتها وانفعالاتها خاصة أن الرياضة المدرسية كانت وما زالت لها مكانة
كبيرة في نفوس الأطفال والشباب لأن الدافعية لتحقيق الإنجاز للطالب وسط
رفاقه وزملائه يكون أكثر بحكم عوامل كثيرة أهمها تقارب الأعمار السنية
والتحديات والأهداف والغايات والآمال والأحلام المشتركة التي تربط بعضهم
بعضا وحتى تأثيرهم في بعضهم البعض يكون أكثر خاصة في التشجيع لتحقيق هذا
الإنجاز وبالتحديد في مجال الرياضة.
إن الرؤى والغايات الهادفة
لتحقيق الإبداع في المجال الرياضي وسط الأطفال والطلاب تأتي منسجمة مع
حاجات العصر الذي نعيش فيه خاصة أن الأنشطة الطلابية تلعب دوراً بارزاً
وفعالاً في بناء شخصية الفرد من خلال تنمية قدراته ومواهبه الرياضية،
إضافة إلى تعديل وتغيير سلوكه بما يتناسب واحتياجات المجتمع.
لذلك
أصبحت الأنشطة الرياضية عاملاً أساسياً في تكوين الشخصية المتكاملة للفرد
من خلال البرامج الهادفة التي تعمل على تأهيل وإعداد ومعالجة سلوكيات
الطلاب عن طريق ممارسة الأنشطة الرياضية الصحيحة للوصول إلى المستويات
الرياضية العالية، إضافة إلى ما يحققه ممارسة النشاط الرياضي من مردودات
صحية جسدية ونفسية للطالب.
كما أن النشاط الرياضي المرافق للمنهاج من
الوسائل الفعالة في تحقيق أهداف المنهاج نظراً لأن برامج هذه النشاطات تعد
امتدادا لدرس الرياضة المدرسية وتفسح المجال أمام الطلبة لاختيار ما
يتناسب وإمكاناتهم وقدراتهم ورغباتهم. في عالم أصبح فيه بروز النجوم
الرياضيين وتعلق الأطفال بهم مادة خصبة تنمي مراحل الأمل فيهم وتصبح غاية
من غاياتهم للوصول إلى هذا المستوى الرياضي العالي الذي يحقق طموحات
الإنسان النفسية والمادية، ولذلك فتطوير العمل في مجال الأنشطة الرياضية
المدرسية التي تعد من جملة الوسائل الفعالة لتكوين وتربية الناشئة وكونها
فرصة طيبة للقاء والتواصل والاندماج وتبادل الخبرات وتعلم العادات الصحية
وترسيخها لتحقيق توازن نفسي ووجداني لتجنيبهم آفة الانحراف مما يعود
بالنفع عليهم لأنها تساعدهم على الدراسة والتحصيل وتجعلهم مواطنين صالحين
لأنفسهم ولأسرهم ولمجتمعهم. وهذا الذي يؤكد أن الرياضة المدرسية هي البنية
الأساسية للحركة الرياضية التي يجب أن نوليها الاهتمام الأكبر لنضمن
لحركتنا الرياضية التطور والانتشار.