’’ أوراق متساقطة ’’ في كل أنحاء العالم إنتهى فصل الخريف لهذا الموسم الفصولي , وبدء فصل
الشتاء , إلا على بقعة واحدة من العالم لا تبلغ مساحتها الكيلو متر مربع ,
ففي سنتياجو برنابيو الخريف لم يبدء إلا من أسبوع وبضعة أيام عليه .
إختلاف موعد فصل الخريف على سنتياجو برنابيو بالنسبة لباقي العالم لا يعني
بالضرورة إختلافه عنهم بالشكل , فهم متطابقان , الجو يصبح أبرد بقليل ,
الأوراق تصفر وتتساقط على الأرض , قد تمطر زخات خفيفة من الأمطار , وقد
يصبح الجو مليء بالغبار بحيث تصعب الرؤية , بإختصار العلامات متشابهة تماما
.
بدء الخريف بسنتياجو برنابيو مع سقوط أول ورقة , وهي ورقة فالدانو بالفريق ,
فالورقة لا تسقط على الأرض إلا عندما تمرض وتصبح غير قادرة على مقاومة حتى
نسمات الهواء الضعيفة التي تصبح لها كأشرس الوحوش , فالدانو كان الأمر
والناهي بالفريق , فهو المسؤول عن كل شيء يخص الفريق , وحتى كان يتدخل
بالتشكيلة الرسمية للفريق , لكنه واجه شخص جاء عليه كالنسمة الخفيفة والتي
سرعان ما اصبحت إعصار هائج .
مورينيهو أظهر بالمنطق والحنكة قدرته على تغيير أي نظام إداري , وكل هذا من
أجل مصلحة الفريق العليا , لكن سقوط الفعلي لورقة فالدانو من حسابات
النادي لم تسقط بالمقام الأول من مورينيهو , فمورينيهو لم يكن إلا الواجهة
للإنهيار الذي كانت يسير عليه فالدانو , فورقة فالدانو أسقطها فالدانو نفسه
, لأنه بالأخير يدرك مدى حبه لمدريد ويدرك التأثير السلبي الذي ممكن أن
يحدثه إذا بقية كأوراق الزيتون .
ورقة فالدانو كانت ساقطة لا محالة , لكن الموعد الذي سقطت به جعلت من
مورينيهو يظهر كبطل والمنقذ للريال مدريد من فالدانو , وقد يكون سبب جعل
مورينيهو البطل وراء هذا السقوط الذي لم يكن إلا الواجهة الإعلامية لها هو
شخصيته القيادية أمام الإعلام والجمهور , لكنني متأكد بأن مورينيهو لم يكن
السبب وراء رضوخ بيريز لطلباته , لأننا كلنا نعرف ماذا يعني فالدانو عند
بيريز .
قد يكون كلامي متأخر بالحديث عن سقوط ورقة فالدانو , لكنني كما قلت هذه
كانت بداية الخريف بسنتياجو برنابيو , وأؤكد لكم بأنه خلال الأشهر الثلاث
القادمة سنشهد سقوط العديد من الأوراق من شجرة ريال مدريد سواء من
الإداريين والفنيين واللاعبين , لكنني سأتحفظ على اسماء الذين أتوقع سقوطهم
لنفسي , حتى يحين الوقت المناسب لذكر أسمائهم .
هواء التغير جاء لسنتياجو برنابيو ليحول من فيه للأفضل , لكن ليس دائما ما
تأتي كما تشتهي السفن , فالجو الغابر أسقط مورينهو ضحية لنفسه , فالسقوط
أمام إلميريا وأوساسونا لا يوجد له أي مبرر أبدا , وللأن لم يستطع مورينيهو
أو لاعبيه الإتيان بعذر مقنع للجمهور , لكن هل موجة الغبار العاتية إنتهت
.....؟
ستسقط ورقة جديدة من شجرة ريال مدريد , فمن تلك الورقة