إذا كانت أغلبية الزملاء قد اكتشفوا المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش من قبل، خلال المكالمات الهاتفية التي كانت تجمعه بهم للحديث عن مستقبله على رأس العارضة الفنية للمنتخب
فإنّ الجميع هذه المرة اكتشفه وجها لوجه خلال الندوة الصحفية الأولى التي عقدها ظهر يوم السبت بقاعة الندوات بمركب 5 جويلية الأولمبي، واكتشفنا فيها جانبا من الوجه الآخر للبوسني، الذي بدا لنا مدربا صريحا يتحدث بكل شفافية ودون مراوغة..
وهي صفة افتقدها بعض المدربين ممن يحفظون “الميم” ويتلقون الدروس والتعليمات من مسؤوليهم حتى يستعملوا لغة الخشب، والحديث سطحيا عن كل الأمور التي تتعلق بالمنتخب الوطني، غير أن البوسني أثبت منذ أول يوم أنه لا يحفظ تلك اللغة وأنه حتى وإن حاول البعض أن يحفّظها له فلن يفعل، لأنه تعلم الوضوح، الصراحة والشفافية هناك في أوروبا مع الأندية التي لعبها لها ودربها، وهناك في كوت ديفوار عندما فرض منطقه في ظل وجود أسماء لامعة.
فتح النّار على اللاعبين ولم يبحث عن كسب ودّهم
تجلت صراحة الرجل من خلال الطريقة التي تحدث بها عن لاعبيه الجدد، فالناخب لم يمهل نفسه حتى يلتقيهم في شهر أوت المقبل كي يضع معهم النقاط على الحروف ووجها لوجه، لم يفعل ما قد يفعله مدرب جديد في مكانه، كأن يشكر من سيعمل معهم ويثني عليهم حتى يكسب ودّهم منذ البداية، بل أن محارب البوسنة فتح عليهم النار منذ البداية، وصوب نحوهم سهام الانتقاد بعدما اطلع على حصيلتهم السلبية المخيفة، حصيلة أرقامها مرعبة ولا تبعث على التفاؤل، فالرجل لم يجد حرجا في انتقاد اللاعبين الذين عجزوا عن تحقيق الانتصارات في اللقاءات الأخيرة، وهدافهم الأول سجل 5 أهداف في ثماني سنوات، ولا يجيدون الوصول إلى مرمى المنافس ولا الدفاع عن منطقتهم، إلى غيرها من الرسائل المشفرة التي وجهها لهم، بأنه يرفض من يتأخرون عن الالتحاق بتربصات المنتخب أو حتى من يتأخر في الالتحاق بالحصة التدريبية.
وجّه رسالة لكلّ المسؤولين بأن لا أحد يتدخل في صلاحياته
ولا يجيد حليلوزيتش استعمال لغة الخشب ولا طريقة كسب قلوب المسؤولين منذ البداية، لأن أي مدرب جديد مكانه كان سيوجه في بدايته بعض عبارات الثناء لـ روراوة ومن معه، غير أن البوسني وجه لـ روراوة وكافة المسؤولين رسالة واضحة أنه مدرب يرفض رفضا قاطعا أن يتدخل أيّ شخص في قراراته مهما كانت مكانته، مستدلا برفضه محاولة رئيس كوت ديفوار التدخل لما قرر البوسني إبعاد يحيى توري و”دروڤبا“ عن التشكيلة الأساسية لما درب منتخب “الفيلة”.
كشف اهتمامه بمهاجم “ليون” وآخر في مكانه لما تحدث عن ذلك
وبالإضافة إلى كل ذلك، يبدو أن المدرب الجديد لـ“الخضر” لم يتلق حتى الآن، أي تعليمة لإخفاء الخطوات التي تقوم بها الاتحادية بخصوص استقدام اللاعبين وغير ذلك، بدليل أنه لما تطرق إلى العجز الهجومي، والصيام المتواصل لزملاء جبور عن التهديف، أكد أن الاتحادية بصدد البحث عن مهاجمين أنها ترغب في ضم أحد هدافي “ليون“ الفرنسي مستقبلا، متحدثا أيضا عن العائق الوحيد الذي يواجه اللاعب في الانضمام إلى الجزائر وهو عدم امتلاكه حتى الآن جواز سفر جزائري، وهو أمر يدل على أن الناخب صريح ولا يحفظ “الميم” ولو كان مدرب آخر مكانه ما أكد ذلك، ويكفي أن نذكر ما فعله بن شيخة مثلا يوم تنقل في سرية تامة لمعاينة لاعب “بريست” فراج، ولولا مصادرنا يومها ما انكشف أمره لأنه لم يصرح بذلك إلا بعدما تطرقنا للموضوع، رغم أن الأمر يتعلق بجلب لاعب جلس في المدرجات في المباراة التي خسرها منتخبنا برباعية أمام المغرب لا بجلب لاعب كبير أو نجم لامع.
أكّد تغيير بند في عقده
صراحة وشفافية حليلوزيتش جعلتاه لا يجد حرجا في التأكيد أنه اضطر صبيحة إمضاء العقد بصفة رسمية، إلى التراجع رفقة المسؤولين، عن عدم إدراج بند في العقد كان متفقا عليه من قبل، ولو كان مدرب آخر مكانه لرفض التطرق إلى ذلك، ولقال أنّ هذه أمور سرية لا يمكن التطرق لها عبر وسائل الإعلام.
رفض فقط الكشف عن راتبه وهذا حقه
والأمر الوحيد الذي تحفظ حليلوزيتش في الحديث عنه، هو ما يتعلق براتبه الشهري الذي سيتقاضاه على مدار السنوات ثلاث التي سيدرب فيها الجزائر وهو حق مشروع، وماعدا ذلك فإن حليلوزيتش كان صريحا وشفافا وواضحا في مختلف المواضيع التي تطرق لها.
“الفاف” ستتعب بعض الشيء معه
ومن دون شك فإنّ قوة شخصية المدرب الجديد، والصراحة التي أبداها والشفافية التي أظهرها، والصرامة التي يبدو أنه سيتعامل بها مع الجميع، ستكون مقلقة لمسؤولينا الذين تعودوا في السابق على التعامل مع أبناء جلدتهم على غرار المدرب رابح سعدان وخليفته المستقيل عبد الحق بن شيخة، لكن الأمور قد تكون مختلفة مع مدرب أجنبي لن يتجاوز عن بعض الأمور التي كانت تحدث مع المدربين المحليين.
اللاعبون ينتظرهم اختبار هو الأصعب لهم في السنوات الأخيرة
أمّا الاختبار الأصعب وفقا لما وقفنا عليه من خلال أوّل احتكاك بالبوسني، فسيخضع له زملاء زياني الذين تعوّدوا على حياة الرخاء والرفاهية في المنتخب من قبل، فبالنظر إلى الطريقة التي انتقدهم بها الرجل، فهم مقبلون على إجراء اختبار عسير مع مدرب لا تغرّه الأسماء وقالها صراحة: “من كان نجما بالأمس، المهم ما سيكون اليوم”، وهي رسالة واضحة للقدامى والركائز، التي لم يبق منها منذ انطلاق التصفيات الإفريقية سوى الاسم كي تستعد لما ينتظرها مستقبلا.
عن جريدة : الهداف
الرئيسية 
تسجيل 
عدد المساهمات
نـقـــــــــــــاط
