مُنقسمون , وبين , الجزائريون , بنجاح , بين , تشاؤم , تفاؤل , “الديكتاتور”
لم يتّفق الجزائريون على موقف واحد بعد أول لقاء للمدرب الجديد لـ “الخضر” “وحيد حليلوزيتش“ بالإعلاميين
حيث قابل البعض تصريحاته بالترحاب الشديد الممزوج بالتفاؤل الذي يفيد بقدرة الرجل على انتشال المنتخب الوطني من أزمة النتائج السلبية التي يتخبّط فيها منذ مدة طويلة، خاصة أن كلامه حمل الكثير من لهجة التطلع إلى المستقبل والرغبة في النجاح، في الوقت الذي اعتبر آخرون على المواقع الاجتماعية، المنتديات وفي الشارع الرياضي وهم كثيرون أيضا، أن الرجل لا يمكنه أن يصلح ما أفسد في السنوات الأخيرة، لأن الأمر يتعلق بسياسة خاطئة ولاعبين وصلوا إلى التشبّع ولم يعد بإمكانهم تقديم شيء.
الرجل رفع عارضة الأهداف والطموحات عاليا وغيره كان سيرفض المهمّة
كثيرون أعجبوا بنبرة الرجل التفاؤلية ورفعه العارضة عاليا، فقد قال إنه يريد نهائي كأس إفريقيا 2013 إذا احتضنت بلادنا هذه التظاهرة، أو ربع النهائي إذا بقيت في ليبيا أو نقلت إلى بلد آخر، بالإضافة إلى “مونديال“ البرازيل 2014، كما قال إنه ليس خائفا من المهمة لأنه رجل تحدّيات، وهي التصريحات التي تفاعل معها كثيرون خاصة لما قال بكل ثقة إنه سيرحل في حال فشله في أول اختبار، مؤكدين أن كلاما كهذا ينمّ عن شجاعة الرجل، لأن غيره في وضعية كالتي يوجد فيها “الخضر” لما كان أصلا قبل بمهمّة الإشراف على منتخب يمرّ بواحدة من أسوأ مراحله.
لن يسمح بالتدخّل
وسيضع حدّا لـ “جبروت” بعض اللاعبين
كما أن قول “حليلوزيتش“ إنه لن يسمح لأحد بالتدخّل في صلاحياته مهما كانت هويته، جعل من أعجبوا بكلامه يؤكدون أن هذا الرجل الذي يقول من الآن أن لا روراوة ولا غيره سيتدخل في عمله، سيضع حدّا لجبروت بعض اللاعبين الذين اعتقدوا أن المنتخب ملكية خاصة، ولو أن كثيرين تمنّوا لو قال إنه سيبعد بعد الكوادر التي لم تعد قادرة على تقديم شيء، وكانت عبئا على المنتخب وزملائها، ولو أن قوله إن المعيار الوحيد هو الأداء والمستوى ولا همّ له إن كانوا محليين أو محترفين، جعل البعض يتطلع إلى مستقبل أفضل لا مكان فيهم لمن يلعبون أساسيين دائما في المنتخب.
تأكيد أن شخصيته ورغبته في النجاح ستكونان علامة فارقة
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك وتويتر” وكذا المنتديات وحتى في الشارع الجزائري، هناك شبه إجماع أن شخصية الرجل القوية ستكون علامة فارقة في تجربته الجديدة – إذا لم تكن سببا في المشاكل – مستدلّين على ذلك بأن رجل الوضعية الحالية لا بدّ له من أن يكون قويا وصلبا لمواجهة كلّ الضغوطات التي سيفرضها منصبه، محبّا للتحديات، لأن قوله من البداية إنه جاء حتى ينجح ولا تهمّه الأموال، وأن الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم سيجعله هو من يدفع الأموال لـ “الفاف”، وكلّها تصريحات جعلت البعض يصبّ كلامه في قالب قدرة الرجل على تصحيح ما فسد، مادامت الكفاءة – حسبهم – موجودة، فضلا عن الرغبة في النجاح والإصرار عليه.
النصف الآخر متشائم
لأنه لا يمكن إصلاح ما أفسده الدهر
بالمقابل، لم يظهر جزء آخر تفاؤلا كبيرا بما قاله الرجل ليس لأنهم لم يقتنعوا بكلامه أو وجدوا فيه ما لا يقبل التحقيق على أرض الواقع، بل لأن الوضعية الحالية للكرة الجزائرية ككلّ لا تسرّ، ولا يمكن لهذا الرجل بين ليلة وضحاها أن يغيّر الكثير من الأمور في وقت وجيز، فيه تحدّيات تنتظره قد يلعب فيها الحظ دوره وتستلزم تحضيرا من أعلى مستوى لتفادي المفاجآت بداية من 15 جانفي المقبل، مؤكدين أن منتخبا لا يسجّل ويتلقى عددا معتبرا من الأهداف وصل إلى 4 في مباراة “الداربي“، إن نجح معه المدرب الجديد في توقيف النزيف سيكون قد نجح في مهمّته.
المشكل ليس في المدرب بل في اللاعبين
ويشترك كثيرون في النظرة التي تقول إن المشكل ليس في المدرب بقدر ما هو في اللاعبين، والدليل أن رفقاء زياني وعنتر يحيى خسروا أمام مصر برباعية نظيفة، وبنفس الطريقة أمام المغرب ومع مدرّبين مختلفين وبمشاركة تقريبا نفس النواة والعناصر التي اعتادت اللعب في كلّ مباراة، رغم الفكر المختلف لكل مدرب، فلم يستبعدوا بالتالي أن تتواصل الأمور على نفس الشاكلة مع المدرب الثالث، رغم أنه أوربي من المدرسة اليوغوسلافية، مطالبين إيّاه باقتلاع المشكل من جذوره، وإلا فإنه بنفس التعداد الذي وصل بعض لاعبيه إلى مرحلة التشبّع، سيواصل نفس سقطات سابقيه.
حتى الأهداف التي تحدّث عنها غير واقعية في نظر البعض
كما قرأنا عبر الموقع الاجتماعي “فايسبوك” آراء عن الأهداف التي سطرها، حيث اعتبرها البعض غير موضوعية تماما، لأنه بالتعداد الحالي لا يمكنه المشاركة في كأس إفريقيا بعد القادمة في وقت لم يفز “الخضر” على أيّ منتخب منذ عام ونصف دون الكرات الثابتة، كما أن المنتخب (باستثناء مباراة كوت ديفوار التي ليست قاعدة) سجل 5 أهداف منها 3 من كرات ثابتة في 17 لقاء، معتبرين أن تصريحه بالمغادرة في أول فشل يعني أنه لن يطيل البقاء، لأنه سيفشل مع هؤلاء اللاعبين الذين فقدوا شعبيتهم وسط الشارع، كما اعتبر أصحاب هذا الرأي أن الأمل ربما في من هم قادمون من الشبان، وحتى هؤلاء بحاجة لوقت للاستفادة منهم، على غرار بن زية نجم “ليون“، الذي قصده وحيد في الندوة الصحفية.
الأيام هي التي ستجيب إن كان “وحيد“هو رجل المرحلة
ولا زالت مباراة المغرب تخلط المواقف وسط الشارع الجزائري، الذي فقد الأمل في التعداد الحالي، اللهم إلا إذا ردّ الفعل وعاد في الوقت المناسب ليستردّ زملاء بوڤرة مصداقيتهم المفقودة، فيما يعتقد آخرون أن مدرّبا جديدا بلمسة خاصة منه بإمكانه أن يغيّر كل شيء. وبين هذا وذاك ستجيب الأيام دون شك على تساؤلات عشاق المنتخب حول مستقبل “الخضر” مع المدرب “وحيد“، وعما إذا كان هو رجل المرحلة والشخص المناسب في المكان المناسب.