هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  تسجيلتسجيل  دخول  
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» عضو قديم عضو قديم
 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyمن طرف يوريو الخميس يوليو 27, 2017 6:50 pm

» موضوع حل الصداقة
 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyمن طرف *sergio samah* الأربعاء يوليو 27, 2016 12:20 am

» تقليد أصوات 6 رؤساء عرب.رهيب جدآ
 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyمن طرف *sergio samah* الأحد يناير 31, 2016 9:07 pm

» تحميل GetData Recover My Files Professional v5.2.1.1964 + Patch
 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyمن طرف *sergio samah* الأحد مايو 24, 2015 5:38 pm

» salam momkin tarhib b 3odwa jdida
 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyمن طرف *sergio samah* الأحد مايو 24, 2015 5:36 pm

» تحميل Autodesk AutoCAD 2014 (Win32/Win64/ISO) + كراك
 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyمن طرف abdelhameid السبت يناير 31, 2015 1:52 pm

» أخطر 6 كلمات تستخدمها البنات عند الغضب .. !! O_o
 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyمن طرف *sergio samah* الإثنين أغسطس 11, 2014 1:53 am

» من سيربح الدبدوب
 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyمن طرف *sergio samah* الإثنين أغسطس 11, 2014 1:48 am

» موضوع في غاية الاهميه للشباب خاصة
 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyمن طرف *sergio samah* الإثنين أغسطس 11, 2014 1:44 am

» من هم اكثر غيره الولد ام البنات ؟؟
 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyمن طرف Marwa Mkalcha الأحد يوليو 13, 2014 12:36 am

سحابة الكلمات الدلالية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
alexa
ClustrMaps
Histats
. no-repeat;background-position: top; text-align: center; vertical-align: text-bottom; padding: 190px 10px 10px 10px; line-height: normal; }

 

  48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
*اسير الشوق*

*اسير الشوق*


ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1249
نـقـــــــــــــاط نـقـــــــــــــاط : 55438

 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Empty
مُساهمةموضوع: 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2    48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyالإثنين أغسطس 30, 2010 7:58 am





 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Icon



الموضوع

48 سؤالا في الصيام



بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ



الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه، محمد بن عبدالله عليه
أفضل الصلاة والسلام، وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
وبعد:


أيها
الإخوة الصائمون.. والأخوات الصائمات، في كل عام يأتي شهر كريم، شهر
رمضان، شهر الغفران، شهر الرحمة، يجيء هذا الشهر ليوقظنا من غفلتنا، ويجعل
كلَّ واحد منا يسترجع أعماله خلال سنة مرَّت عليه، فيتأملها بعين الناقد
المصلح، فيعتدل ويقوِّم نفسه، ويُصْلِح من شأنه، ليُقْبِل على الله سبحانه
وتعالى، فيغتنم هذه الفرصة بالتوبة، والإكثار من الأعمال الصالحة، فاليوم
عمل بلا حساب، وغداً حساب بلا عمل.


إخواني
في الله: بهذه المناسبة المباركة أحببت أن أضع رسالة في الصِّيام
فسمَّيتها: «ثمانية وأربعون سؤالاً في الصيام»، حيث قام بالإجابة عليها
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، ثم عرضتها عليه فراجعها،
وأذن لي بطباعتها. فجزاه الله خيراً ونَفَعَ بعلمه المسلمين. وما قصدت هذا
العمل إلا من أجل الفائدة لإخواني المسلمين. وليكون المسلم على علم بأحكام
دينه، فيعبد الله وفقاً لِمَا شرعه. إذ كل عمل يعمله المرء لا يقبله الله
تعالى إلا إذا كان خالصاً لله صواباً على وفق ما شرعه الرسول صلى الله
عليه وسلّم.


أسأل
الله العظيم رب العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعل هذا
العمل وغيره خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي. كما
أسأله أن يجعل لهذا الجهد قبولاً عند عباده، إنه سميع مجيب. وآخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين.




جمعها ورتَّبها

أبومحمد سالم بن محمد الجهني

القصيم ـ الرس ـ ص.ب: 231





ماذا يجب أن نفعله في رمضان؟



شهر
رمضان عظيم مبارك، أنزل الله فيه القرآن هدى للناس وبيِّنات من الهدى
والفرقان، وجعل صومه ركناً من أركان الإسلام، وقيامه نافلة تزداد بها
الحسنات، وتكون سبباً في النجاة من النيران. ففي الصحيحين عن رسول الله
صلى الله عليه وسلّم أن «مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما
تقدَّم من ذنبه، ومَن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما
تقدَّم من ذنبه»(1). مَن صام رمضان إيماناً، أي إيماناً بالله عز وجل،
وإيماناً بشريعة الله وقبولاً لها، وإذعاناً واحتساباً لثواب الله الذي
رتَّبه على هذا الصيام وكذلك القيام، فمن قام رمضان أو ليلة القدر متصفاً
بهذين الوصفين ـ الإيمان والاحتساب ـ غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وإننا
إذا نظرنا إلى الماضي وجدنا أن هذا الشهر المبارك صارت فيه مناسبات عظيمة،
يفرح المؤمن بذكراها ونتائجها الحسنة.


المناسبة
الأولى: أن الله تعالى أنزل فيه القرآن، أي ابتدأ إنزاله في هذا الشهر
وجعله مباركاً، فتح المسلمون به أقطار الأرض شرقاً وغرباً، واعتزَّ
المسلمون به وظهرت راية الإسلام على كل مكان.


ولا
يخفى علينا جميعاً أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي إليه
بتاج كسرى من المدائن إلى المدينة محمولاً على جملين، كما ذُكِرَ ذلك في
التاريخ، وضع بين يديه رضي الله عنه، لم ينقص منه خرزة واحدة، كل هذا من
عزَّة المسلمين وذلة المشركين ولله الحمد، وإننا لواثقون أن الأمة
الإسلامية سترجع إلى القرآن الكريم، وستحكم به، وستكون لها العزة بعد ذلك
إن شاء الله.


ولكن
لابدَّ لجاني العسل من قرص النحل، ولجاني الورد من الشوك، لابد أن يتقدم
النصر امتحان لمن قاموا بالإسلام والدعوة إليه، لأن الله تعالى قال في
كتابه:
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَـاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّـابِرِينَ} [محمد: 31]، وقال تعالى: {أَمْ
حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ
الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَآءُ
وَالضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ
ءَامَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ
قَرِيبٌ }
[البقرة: 214].


المناسبة
الثانية في هذا الشهر المبارك: غزوة بدر، وكانت غزوة بدر في السنة الثانية
من الهجرة، وكان سببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم سمع أن عيراً
لقريش يقودها أبوسفيان قادمة من الشام إلى مكة، فلما علم بذلك ندب أصحابه
السريع منهم أن يخرجوا إلى هذه العير من أجل أن يأخذوها؛ لأن قريشاً
استباحت إخراج النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه من ديارهم وأموالهم، ولم
يكن بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلّم عهد ولا ذمة، فخرج صلى الله
عليه وسلّم إلى عيرهم من أجل أن يأخذها، وخرج بعدد قليل، ثلاثمائة وبضعة
عشر رجلاً، لأنهم لا يريدون الحرب، ولكنهم يريدون أخذ العير فقط، فلم
يخرجوا إلا بهذا العدد القليل ومعهم سبعون بعيراً يعتقبونها وفَرَسَانِ
فقط.


أما
أبوسفيان الذي كانت معه العير، فأرسل إلى أهل مكة يستحثهم، ليحموا عيرهم
ويمنعوها من رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فخرج أهل مكة بحدِّهم وحديدهم
وكبريائهم وبطرهم، خرجوا كما وصفهم الله بقوله:
{خَرَجُواْ مِن دِيَـارِهِم بَطَراً وَرِئَآءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } [الأنفال: 47].


وفي
أثناء الطريق بلغهم أن أباسفيان نجا بعيره من النبي صلى الله عليه وسلّم،
فاستشار بعضهم بعضاً، هل يرجعون أو لا يرجعون، فقال أبوجهل ـ وكان زعيمهم
ـ والله لا نرجع حتى نقدم بدراً فنقيم عليها ثلاثاً، ننحر فيها الجزور،
ونسقى فيها الخمور، وتعزف علينا القِيان، وتسمع بنا العرب فلا يزالون
يهابوننا أبداً.


فهذه
الكلمات تدل على الكبرياء والغطرسة، والثقة بالباطل ليدحض به الحق..
والتقوا بالنبي صلى الله عليه وسلّم بحدِّهم وحديدهم وكبريائهم وبطرهم
وقوتهم، وكانوا ما بين تسعمائة وألف، أما النبي صلى الله عليه وسلّم
وأصحابه فكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، والتقت الطائفتان، جنود الله عز
وجل وجنود الشيطان، وكانت العاقبة لجنود الله عز وجل، قتل من قريش سبعون
رجلاً من عظمائهم وشرفائهم ووجهائهم، وأُسر منهم سبعون رجلاً، وأقام النبي
صلى الله عليه وسلّم ثلاثة أيام في عرصة القتال كعادته، بعد الغلبة
والظهور، وفي اليوم الثالث ركب حتى وقف على قليب بدر التي ألقي فيها من
صناديد قريش أربعة وعشرون رجلاً، وقف على القليب يدعوهم بأسمائهم وأسماء
آبائهم، يقول: «يا فلان ابن فلان، هل وجدت ما وعد ربكم حقاً، إني وجدت ما
وعدني ربي حقاً». فقالوا: يا رسول الله، كيف تكلم أناساً قد جَيَّفُوْا؟ ـ
أي صاروا جيفاً ـ قال: «ما أنتم بأسمع لِمَا أقول منهم، ولكنهم لا
يستجيبون»، أو قال: «لا يرجعون قولاً»(2).


ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة النبوية منتصراً ولله الحمد.

المناسبة
الثالثة: فتح مكة، كانت مكة قد استولى عليها المشركون وخرَّبوها بالكفر
والشرك والعصيان، فأذن الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلّم أن
يُقاتل أهلها وأحلها له ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها بعد الفتح كحرمتها
قبل الفتح، ودخلها النبي صلى الله عليه وسلّم في يوم الجمعة في العشرين من
شهر رمضان عام ثمانية من الهجرة، مظفراً منصوراً حتى وقف على باب الكعبة
وقريش تحته ينتظرون ماذا يفعل بهم، فقال لهم: «يا قريش، ما ترون أني فاعل
بكم؟» قالوا: خيراً، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم. فقال النبي صلى الله عليه
وسلّم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»(3). فمَنَّ عليهم بعد القدرة عليهم، وهذا
غاية ما يكون من الخُلُق والعفو.


وبعد
عرض المناسبات في هذا الشهر لنا أن نقول: ما الذي ينبغي أن نفعله في شهر
رمضان؟.. الذي نفعله في هذا الشهر المبارك إما واجب وإما مندوب، فالواجب
هو الصيام، والمندوب هو القيام.


والصيام كلنا يعرف هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس تعبداً لله، دليله قوله تعالى: {فَالانَ
بَـاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ
وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ
الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى
الَّيْلِ}
[البقرة: 187].


والغرض
من الصيام ليس ترويض البدن على تحمل العطش وتحمل الجوع والمشقة، ولكن هو
ترويض النفس على ترك المحبوب لرضا المحبوب. والمحبوب المتروك هو الأكل
والشرب والجِماع، هذه هي شهوات النفس.


أما المحبوب المطلوب رضاه فهو الله عز وجل، فلابد أن نستحضر هذه النيَّة أننا نترك هذه المفطرات طلباً لرضا الله عز وجل.

والحكمة من فرض الصيام على هذه الأمة قد بيَّنها الله سبحانه وتعالى في قوله: {يأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

[البقرة: 183]، ولعلَّ هنا للتعليل، أي لأجل أن تتقوا الله، فتتركوا ما
حرَّم الله، وتقوموا بما أوجب الله. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه
وسلّم أنه قال: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في
أن يدع طعامه وشرابه»(4).


أي
أن الله لا يريد أن ندع الطعام والشراب، إنما يريد منا أن ندع قول الزور
والعمل به والجهل، ولهذا يندب للصائم إذا سبَّه أحدٌ وهو صائم أو قاتله
فليقل: إني صائم، ولا يرد عليه؛ لأنه لو ردَّ عليه لردَّ عليه الأول ثم
ردَّ عليه ثانياً، فيرد الأول، ثم هكذا يكون الصيام كله سباً ومقاتلة،
وإذا قال : إني صائم، أعلم الذي سبَّه أو قاتله بأنه ليس عاجزاً عن
مقابلته ولكن الذي منعه من ذلك الصوم، وحينئذٍ يكفُّ الأول ويخجل، ولا
يستمر في السبِّ والمقاتلة.


هذه
هي الحكمة من إيجاب الصيام، وإذا كان كذلك فينبغي لنا في الصوم أن نحرص
على فعل الطاعات من الذكر، وقراءة القرآن، والصلاة، والصدقة، والإحسان إلى
الخلق، وبسط الوجه، وشرح الصدر، وحسن الخلق، كل ما نستطيع أن نهذِّب
أنفسنا به فإننا نعمله.


فإذا
ظلَّ المسلم على هذه الحالة طوال الشهر، فلابد أن يتأثر ولن يخرج الشهر
إلا وهو قد تغيَّر حاله، ولهذا شُرع في آخر الشهر أن يُخْرِج الإنسان زكاة
الفطر تكميلاً لتزكية النفس؛ لأن النفس تزكو بفعل الطاعات وترك المحرمات،
وتزكوا أيضاً ببذل المال، ولهذا سُمِّي بذل المال زكاة.






س25: بعض أئمة المساجد في صلاة التراويح يقلدون قراءة غيرهم وذلك لتحسين أصواتهم بالقرآن.. فهل هذا عمل مشروع وجائز؟



ج25: تحسين
الصوت بالقرآن أمر مشروع أمر به النبي صلى الله عليه وسلّم، واستمع النبي
صلى الله عليه وسلّم ذات ليلة إلى قراءة أبي موسى الأشعري وأعجبته قراءته
حتى قال له: «لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود»(26) وعلى هذا فإذا
قلَّد إمام المسجد شخصاً حسن الصوت والقراءة من أجل أن يحسن صوته وقراءته
لكتاب الله ـ عز وجل ـ فإن هذا أمر مشروع لذاته ومشروع لغيره أيضاً؛ لأن
فيه تنشيطاً للمصلين خلفه وسبباً لحضور قلوبهم واستماعهم وإنصاتهم
للقراءة، وفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.




س26: بعض
أئمة المساجد يحاول ترقيق قلوب الناس والتأثير فيهم بتغيير نبرة صوته
أحياناً أثناء صلاة التراويح وفي دعاء القنوت، وقد سمعت بعض الناس ينكر
ذلك فما قولكم حفظكم الله في هذا؟




ج26: الذي
أرى أنه إذا كان هذا العمل في الحدود الشرعية بدون غلو فإنه لا بأس به ولا
حرج فيه. ولها قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلّم: «لو كنت
أعلم أنك تستمع إلى قراءتي لحبرته لك تحبيراً» أي حسنتها وزيَّنتها، فإذا
حسَّن بعض الناس صوته أو أتى به على صفة ترقق القلوب فلا أرى في ذلك
بأساً، لكن الغلو في هذا ككونه لا يتعدى كلمة في القرآن إلا فعل مثل هذا
الفعل الذي ذُكر في السؤال، أرى أن هذا من باب الغلو ولا ينبغي فعله،
والعلم عند الله.




س27: ما القول في قوم ينامون طول نهار رمضان وبعضهم يصلي مع الجماعة وبعضهم لا يصلي. فهل صيام هؤلاء صحيح؟



ج27: صيام هؤلاء مجزئ تبرأ به الذمة ولكنه ناقص جدًّا، ومخالف لمقصود الشارع في الصيام؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: {يأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
[البقرة: 183].




وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»(27).

ومن
المعلوم أن إضاعة الصلاة وعدم المبالاة بها ليس من تقوى الله عز وجل، ولا
من ترك العمل بالزور، وهو مخالف لمراد الله ورسوله في فريضة الصوم، ومن
العجب أن هؤلاء ينامون طول النهار، ويسهرون طول الليل، وربما يسهرون الليل
على لغو لا فائدة لهم منه، أو على أمر محرم يكسبون به إثماً، ونصيحتي
لهؤلاء وأمثالهم أن يتقوا الله عز وجل، وأن يستعينوه على أداء الصوم على
الوجه الذي يرضاه، وأن يستغلوه بالذِكر وقراءة القرآن والصلاة والإحسان
إلى الخلق وغير ذلك مما تقتضيه الشريعة الإسلامية. وقد كان النبي صلى الله
عليه وسلّم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل
فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلّم أجود بالخير من الريح
المرسلة(28).




س28: نلاحظ
بعض المسلمين يتهاونون في أداء الصلاة خلال أشهر العام، فإذا جاء شهر
رمضان بادروا بالصلاة والصيام وقراءة القرآن.. فكيف يكون صيام هؤلاء؟ وما
نصيحتكم لهم؟




ج28: صيام
هؤلاء صحيح؛ لأنه صيام صادر من أهله، ولم يقترن بمفسد فكان صحيحاً، ولكن
نصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله تعالى في أنفسهم، وأن يعبدوا الله سبحانه
وتعالى بما أوجب عليهم في جميع الأزمنة وفي جميع الأمكنة، والإنسان لا
يدري متى يفجؤه الموت، فربما ينتظرون شهر رمضان ولا يدركونه، والله سبحانه
وتعالى لم يجعل لعبادته أمداً إلا الموت، كما قال تعالى:
{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر: 99] أي حتى يأتيك الموت الذي هو اليقين.




س29: هل نية صيام رمضان كافية عن نية صوم كل يوم على حدة؟



ج29: من
المعلوم أن كل شخص يقوم في آخر الليل ويتسحر فإنه قد أراد الصوم ولا شك في
هذا، لأن كل عاقل يفعل الشيء باختياره لا يمكن أن يفعله إلا بإرادة.
والإرادة هي النية، فالإنسان لا يأكل في آخر الليل إلا من أجل الصوم، ولو
كان مراده مجرد الأكل لم يكن من عادته أن يأكل في هذا الوقت. فهذه هي
النية ولكن يحتاج إلى مثل هذا السؤال فيما لو قدر أن شخصاً نام قبل غروب
الشمس في رمضان وبقي نائماً لم يوقظه أحد حتى طلع الفجر من اليوم التالي؛
فإنه لم ينو من الليل لصوم اليوم التالي؛ فهل نقول: إن صومه اليوم التالي
صوم صحيح بناءً على النية السابقة؟




أو
نقول: إن صومه غير صحيح؛ لأنه لم ينوه من ليلته؟ فنقول: إن صومه صحيح. فإن
القول الراجح أن نية صيام رمضان في أوله كافية، ولا يحتاج إلى تجديد النية
لكل يوم. اللهم إلا أن يوجد سبب يبيح الفطر فيفطر في أثناء الشهر، فحينئذٍ
لابد من نية جديدة لاستئناف الصوم.




س30: ما حكم الأكل والشرب والمؤذن يؤذن أو بعد الأذان بوقت يسير ولاسيما إذا لم يعلم طلوع الفجر تحديداً؟



ج30: الحد الفاصل الذي يمنع الصائم من الأكل والشرب هو طلوع الفجر؛ لقول الله تعالى: {فَالانَ
بَـشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ
وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ
الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ...}
[البقرة: 187].


ولقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «كلوا واشربوا حتى يؤذِّن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر»(29).



فالعبرة
بطلوع الفجر.. فإذا كان المؤذن ثقة، ويقول إنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر؛
فإنه إذا أذن وجب الإمساك بمجرد سماع أذانه، وأما إذا كان المؤذن يؤذن على
التحري فإن الأحوط للإنسان أن يمسك عند سماع أذان المؤذن، إلا أن يكون في
برية ويشاهد الفجر فإنه لا يلزمه الإمساك ولو سمع الأذان حتى يرى الفجر
طالعاً إذا لم يكن هناك مانع من رؤيته؛ لأن الله تعالى علَّق الحكم على
تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، والنبي صلى الله عليه وسلّم
قال في أذان ابن أم مكتوم: «فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر..».




وإنني
أُنبه هنا على مسألة يفعلها بعض المؤذنين وهي أنهم يؤذنون قبل الفجر بخمس
دقائق أو أربع دقائق زعماً منهم أن هذا من باب الاحتياط للصوم. وهذا
احتياط نَصِفه بأنه «تنطع» وليس احتياطاً شرعياً.. وقد قال النبي صلى الله
عليه وسلّم: «هلك المتنطعون»(30) وهو احتياط غير صحيح؛ لأنهم إن احتاطوا
للصوم أساءوا للصلاة. فإن كثيراً من الناس إذا سمع المؤذن قام فصلى الفجر،
وحينئذٍ يكون هذا الذي قام على سماع أذان المؤذن الذي أذَّن قبل صلاة
الفجر يكون قد صلَّى الصلاة قبل وقتها، والصلاة قبل وقتها لا تصح. وفي هذا
إساءة للمصلين، ثم إن فيه أيضاً إساءة إلى الصائمين؛ لأنه يمنع من أراد
الصيام من تناول الأكل والشرب مع إباحة الله له ذلك. فيكون جانياً على
الصائمين حيث منعهم ما أحل الله لهم، وعلى المصلين حيث صلوا قبل دخول
الوقت وذلك مبطل لصلاتهم.


فعلى المؤذن أن يتقي الله عز وجل، وأن يمشي في تحريه للصواب على ما دلَّ عليه الكتاب والسُّنَّة.



س31: يطول النهار في بعض البلاد طولاً غير معتاد يصل إلى عشرين ساعة أحياناً، هل يطالب المسلمون في تلك البلاد بصيام جميع النهار؟



ج31: نعم يطالبون بصيام جميع النهار؛ لقول الله تعالى: {فَالانَ
بَـشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ
وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ
الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى
الَّيْلِ}
[البقرة: 187]
ولقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار
من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم»(31).




س32: صاحب
شركة لديه عمال غير مسلمين، فهل يجوز له أن يمنعهم من الأكل والشرب أمام
غيرهم من العمال المسلمين في نفس الشركة خلال نهار رمضان؟




ج32: أولاً
نقول إنه لا ينبغي للإنسان أن يستخدم عمالاً غير مسلمين مع تمكينه من
استخدام المسلمين؛ لأن المسلمين خير من غير المسلمين.. قال الله تعالى:
{وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} [البقرة: 221]، ولكن إذا دعت الحاجة إلى استخدام عمال غير مسلمين فإنه لا بأس به بقدر الحاجة فقط.


وأما
أكلهم وشربهم في نهار رمضان أمام الصائمين من المسلمين فإن هذا لا بأس به،
لأن الصائم المسلم يحمد الله عز وجل أن هداه للإسلام الذي به سعادة الدنيا
والآخرة، ويحمد الله تعالى أن عافاه الله مما ابتلى به هؤلاء الذين لم
يهتدوا بهدى الله عز وجل. فهو وإن حرم عليه الأكل والشرب في هذه الدنيا
شرعاً في أيام رمضان فإنه سينال الجزاء يوم القيامة حين يُقال له:
{كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِى الاَْيَّامِ الْخَالِيَةِ } [الحاقة: 24].. لكن يمنع غير المسلمين من إظهار الأكل والشرب في الأماكن العامة لمنافاته للمظهر الإسلامي في البلد.




س33: هل الغيبة والنميمة تفطران الصائم في نهار رمضان؟



ج33: الغيبة والنميمة لا تفطران، ولكنهما تنقصان الصوم.. قال الله تعالى: {يأَيُّهَا
الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
[البقرة:
183].. وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به
والجهل؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»(32).




س34: إذا رئي صائم يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فهل يذكَّر أم لا؟



ج34: من
رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان فإنه يجب عليه أن يذكِّره لقول
النبي صلى الله عليه وسلّم حين سها في صلاته: «فإذا نسيت فذكروني»(33).


والإنسان
الناسي معذور لنسيانه. لكن الإنسان الذاكر الذي يعلم أن هذا الفعل مبطل
لصومه ولم يدل عليه يكون مقصراً؛ لأن هذا هو أخوه فيجب أن يحب لأخيه ما
يحب لنفسه.




والحاصل
أن من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهار رمضان ناسياً فإنه يذكِّره، وعلى
الصائم أن يمتنع من الأكل فوراً، ولا يجوز له أن يتمادى في أكله أو شربه.
بل لو كان في فمه ماء أو شيء من طعام فإنه يجب عليه أن يلفظه، ولا يجوز له
ابتلاعه بعد أن ذُكِّر أو ذَكَر أنه صائم.


وإنني بهذه المناسبة أود أن أُبيِّن أن المفطرات التي تفطر الصائم، لا تفطره في ثلاث حالات:

ـ إذا كان ناسياً.

ـ وإذا كان جاهلاً.

ـ وإذا كان غير قاصد.

فإذا
نسي فأكل أو شرب فصومه تام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «من نسي وهو
صائم فأكل أو شرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه»(34). وإذا أكل أو
شرب يظن أن الفجر لم يطلع، أو يظن أن الشمس قد غربت، ثم تبين أن الأمر
خلاف ظنه، فإن صومه صحيح لحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:
«أفطرنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم في يوم غيم، ثم طلعت الشمس، ولم
يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلّم بالقضاء»(35). ولو كان القضاء واجباً
لأمرهم به، ولو أمرهم به لنقل إلينا؛ لأنه إذا أمرهم به صار من شريعة
الله، وشريعة الله لابد أن تكون محفوظة بالغة إلى يوم القيامة.


وكذلك إذا لم يقصد فعل ما يفطر فإنه لا يفطر، كما لو تمضمض فنزل الماء إلى جوفه، فإنه لا يفطر بذلك؛ لأنه غير قاصد.

وكما لو احتلم وهو صائم فأنزل فإنه لا يفسد صومه؛ لأنه نائم غير قاصد، وقد قال الله عز وجل: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: 5].



س35: هل يعتبر ختم القرآن في رمضان للصائم أمراً واجباً؟



ج35: ختم
القرآن في رمضان للصائم ليس بأمر واجب، ولكن ينبغي للإنسان في رمضان أن
يُكثر من قراءة القرآن كما كان ذلك سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم،
فقد كان عليه الصلاة والسلام يدارسه جبريل القرآن كل رمضان.




س36: ما حكم صلاة التراويح، وما هي السنة في عدد ركعاتها؟



ج36: صلاة
التراويح سنة سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأمته، فقد قام
بأصحابه ثلاث ليالٍ، ولكنه صلى الله عليه وسلّم ترك ذلك خوفاً من أن تُفرض
عليهم، ثم بقي المسلمون بعد ذلك في عهد أبي بكر وصدر من خلافة عمر، ثم
جمعهم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه على تميم الداري وأُبيّ بن كعب،
فصاروا يصلون جماعة إلى يومنا هذا ولله الحمد. وهي سُنَّة في رمضان.




وأما
عدد ركعاتها فهي إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة، هذه هي السنة في ذلك. ولكن
لو زاد على هذا فلا حرج ولا بأس به؛ لأنه روي في ذلك عن السلف أنواع
متعددة في الزيادة والنقص، ولم ينكر بعضهم على بعض، فمن زاد فإنه لا ينكر
عليه، ومن اقتصر على العدد الوارد فهو أفضل، وقد دلَّت السنة على أنه لا
بأس في الزيادة حيث ورد في البخاري وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلّم عن صلاة الليل، فقال: «مثنى مثنى،
فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدة فأوترت له ما قد صلى»(36). ولم يحدد النبي
صلى الله عليه وسلّم عدداً معيناً يقتصر عليه، ولكن المهم في صلاة
التراويح الخشوع والطمأنينة في الركوع والسجود والرفع منهما، وألا يفعل ما
يفعله بعض الناس من العجلة السريعة التي تمنع المصلين فعل ما يسن، بل ربما
تمنعهم من فعل ما يجب حرصاً منه على أن يكون أول مَن يخرج من المساجد من
أجل أن ينتابه الناس بكثرة، فإن هذا خلاف المشروع. والواجب على الإمام أن
يتقي الله تعالى فيمن وراءه، وألا يطيل إطالة تشق عليهم خارجة عن السنة،
ولا يخفف تخفيفاً يخل بما يجب أو بما يسن على من وراءه.. ولهذا قال
العلماء: إنه يكره للإمام أن يسرع سرعة تمنع المأموم فعل ما يسن، فكيف بمن
يسرع سرعة تمنع المأمومين فعل ما يجب؟! فإن هذه السرعة حرام في حق هذا
الإمام.


فنسأل الله لنا ولإخواننا الاستقامة والسلامة.



س37: ما حكم جمع صلاة التراويح كلها أو بعضها مع الوتر في سلام واحد؟



ج37: هذا
عمل مفسد للصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «صلاة الليل مثنى
مثنى».. فإذا جمعها في سلام واحد لم تكن مثنى مثنى، وحينئذٍ تكون على خلاف
ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلّم.. وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلّم: «مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»(37). ونص الإمام أحمد رحمه
الله: «على أن من قام إلى ثالثة في صلاة الليل فكأنما قام إلى ثالثة في
صلاة الفجر». أي أنه إن استمر بعد أن تذكَّر فإن صلاته تبطل كما لو كان
ذلك في صلاة الفجر، ولهذا يلزمه إذا قام إلى الثالثة في صلاة التراويح
ناسياً ثم ذكر أن يرجع ويتشهد، ويسجد للسهو بعد السلام.. فإن لم يفعل بطلت
صلاته.. وهاهنا مسألة وهي أن بعض الناس فهم من حديث عائشة رضي الله عنها
حيث سئلت: كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم في رمضان؟ فقالت: «ما
كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن
حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً»،
حيث ظُنَّ أن الأربع الأولى بسلام واحد والأربع الثانية بسلام واحد،
والثلاث الباقية في سلام واحد. ولكن هذا الحديث يحتمل ما ذكر ويحتمل أن
مرادها أنه يصلي أربعاً بتسليمتين، ثم يجلس للاستراحة واستعادة النشاط، ثم
يصلي أربعاً كذلك، وهذا الاحتمال أقرب، أي أنه يصلي ركعتين ركعتين.. لكن
الأربع الأولى يجلس بعدها ليستريح ويستعيد نشاطه، وكذلك الأربع الثانية
يصلي ركعتين ركعتين ثم يجلس.




ويؤيد
هذا قوله صلى الله عليه وسلّم: «صلاة الليل مثنى مثنى»(38)، فيكون في هذا
جمع بين فعله وقوله صلى الله عليه وسلّم، واحتمال أن تكون أربعاً بسلام
واحد وارد لكنه مرجوح لما ذكرنا من أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:
«صلاة الليل مثنى مثنى».


وأما
الوتر فإذا أوتر بثلاث فلها صفتان: الصفة الأولى أن يسلم بركعتين ثم يأتي
بالثالثة، والصفة الثانية أن يسرد الثلاث جميعاً بتشهد واحد وسلام واحد.




س38: ما قولكم فيما يذهب إليه بعض الناس من أن دعاء ختم القرآن من البدع المحدثة؟



ج38: لا
أعلم لدعاء ختم القرآن في الصلاة أصلاً صحيحاً يعتمد عليه من سنة الرسول
صلى الله عليه وسلّم، ولا من عمل الصحابة رضي الله عنهم. وغاية ما في ذلك
ما كان أنس بن مالك رضي الله عنه يفعله إذا أراد إنهاء القرآن من أنه كان
يجمع أهله ويدعو، لكنه لا يفعل هذا في صلاته.


والصلاة
كما هو معلوم لا يشرع فيها إحداث دعاء في محل لم ترد السُّنَّة به؛ لقول
النبي صلى الله عليه وسلّم: «صلوا كما رأيتموني أُصلي»(39).


وأما
إطلاق البدعة على هذه الختمة في الصلاة فإني لا أحب إطلاق ذلك عليها؛ لأن
العلماء ـ علماء السنة ـ مختلفون فيها. فلا ينبغي أن نعنف هذا التعنيف على
ما قال بعض أهل السنة إنه من الأمور المستحبة، لكن الأولى للإنسان أن يكون
حريصاً على اتباع السنة.


ثم
إن هاهنا مسألة يفعلها بعض الأخوة الحريصين على تطبيق السنة. وهي أنهم
يصلون خلف أحد الأئمة الذين يدعون عند ختم القرآن، فإذا جاءت الركعة
الأخيرة انصرفوا وفارقوا الناس بحجة أن الختمة بدعة، وهذا أمر لا ينبغي
لما يحصل من ذلك من اختلاف القلوب والتنافر، ولأن ذلك خلاف ما ذهبت إليه
الأئمة. فإن الإمام أحمد رحمه الله كان لا يرى استحباب القنوت في صلاة
الفجر ومع ذلك يقول: «إذا ائتم الإنسان بقانت في صلاة الفجر فليتابعه،
وليؤمن على دعائه».


ونظير
هذه المسألة أن بعض الأخوة الحريصين على اتباع السنة في عدد الركعات في
صلاة التراويح إذا صلوا خلف إمام يصلي أكثر من إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشرة
ركعة انصرفوا إذا تجاوز الإمام هذا العدد، وهذا أيضاً أمر لا ينبغي، وهو
خلاف عمل الصحابة رضي الله عنهم؛ فإن الصحابة رضي الله عنهم لما اتمَّ
عثمان بن عفان رضي الله عنه في منى متأولاً أنكروا عليه الإتمام ومع ذلك
كانوا يصلون خلفه ويتمون. ومن المعلوم أن إتمام الصلاة في حال يشرع فيها
القصر أشد مخالفة للسُنَّة من الزيادة على ثلاث عشرة ركعة، ومع هذا لم يكن
الصحابة رضي الله عنهم يفارقون عثمان، أو يَدَعون الصلاة معه. وهم بلا شك
أحرص منا على اتباع السنة، وأسد منا رأياً، وأشد منا تمسكاً فيما تقتضيه
الشريعة الإسلامية.


فنسأل الله أن يجعلنا جميعاً ممن يرى الحق فيتبعه، ويرى الباطل باطلاً فيجتنبه.



س39: اعتاد بعض المسلمين وصف ليلة سبع وعشرين من رمضان بأنها ليلة القدر. فهل لهذا التحديد أصل؟ وهل عليه دليل؟



ج39: نعم
لهذا التحديد أصل، وهو أن ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ليلة للقدر كما
جاء ذلك في صحيح مسلم من حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه. ولكن القول
الراجح من أقوال أهل العلم التي بلغت فوق أربعين قولاً أن ليلة القدر في
العشر الأواخر ولاسيما في السبع الأواخر منها، فقد تكون ليلة سبع وعشرين،
وقد تكون ليلة خمس وعشرين، وقد تكون ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون ليلة تسع
وعشرين، وقد تكون ليلة الثامن والعشرين، وقد تكون ليلة السادس والعشرين،
وقد تكون ليلة الرابع والعشرين.




ولذلك ينبغي للإنسان أن يجتهد في كل الليالي حتى لا يحرم من فضلها وأجرها؛ فقد قال الله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَـاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } [الدخان: 3].. وقال عز وجل: {إِنَّا
أَنزَلْنَـاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ
الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ
الْمَلَـئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ *
سَلَامٌ هِىَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }
[سورة القدر].




س40: إذا شق الصيام على المرأة المرضع فهل يجوز لها الفطر؟



ج40: نعم
يجوز لها أن تفطر إذا شق الصيام عليها، أو إذا خافت على ولدها من نقص
إرضاعه، فإنه في هذه الحال يجوز لها أن تفطر، وأن تقضي عدد الأيام التي
أفطرتها.




س41: في بعض الصيدليات بخاخ يستعمله بعض مرضى الربو، فهل يجوز للصائم استعماله في نهار رمضان؟



ج41: استعمال
البخاخ جائز للصائم سواء كان صيامه في رمضان أم في غير رمضان.. وذلك لأن
هذا البخاخ لا يصل إلى المعدة، وإنما يصل إلى القصبات الهوائية فتنفتح
لِما فيه من خاصية ويتنفس الإنسان تنفساً عادياً بعد ذلك، فليس هو بمعنى
الأكل ولا الشرب، ولا أكلاً ولا شرباً يصل إلى المعدة.


ومعلوم أن الأصل صحة الصوم حتى يوجد دليل يدل على الفساد من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس صحيح.



س42: ما حكم استعمال معجون الأسنان للصائم في نهار رمضان؟



ج42: استعمال
المعجون للصائم في رمضان وغيره لا بأس به إذا لم ينزل إلى معدته، ولكن
الأولى عدم استعماله؛ لأن له نفوذاً قوياً قد ينفذ إلى المعدة والإنسان لا
يشعر به. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلّم للقيط بن صبرة: «بالِغ في
الاستنشاق إلا أن تكون صائماً»(40)، فالأولى ألا يستعمل الصائم المعجون،
والأمر واسع فإذا أخَّره حتى أفطر فيكون قد توقى ما يخشى أن يكون به فساد
الصوم.




س43: هل صحيح أن المضمضة في الوضوء تسقط عن الصائم في نهار رمضان؟



ج43: ليس هذا بصحيح، فالمضمضة في الوضوء فرض من فروض الوضوء سواء في نهار رمضان أو في غيره للصائم ولغيره، لعموم قوله تعالى: {فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ} [المائدة:
6]، لكن لا ينبغي أن يبالغ في المضمضة أو الاستنشاق وهو صائم، لحديث لقيط
بن صبرة أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال له: «أسبغ الوضوء، وخلل بين
الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً».




س44: هل يفطر الصائم بأخذ الإبر في الوريد؟



ج44: لا
يفطر الصائم بأخذ الإبر في الوريد ولا في غيره. إلا أن تكون هذه الإبرة
قائمة مقام الطعام بحيث يستغني بها الإنسان عن الأكل والشرب. فأما ما ليس
كذلك فإنها لا تفطر مطلقاً سواء أخذت من الوريد أو من غيره.. وذلك لأن هذه
الإبر ليست أكلاً ولا شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب.. وعلى هذا فينتفي
عنها أن تكون في حكم الأكل والشرب.




س45: هل أخذ شيء من الدم بغرض التحليل أو التبرع في نهار رمضان يفطر الصائم أم لا؟



ج45: إذا
أخذ الإنسان شيئاً من الدم قليلاً لا يؤثر في بدنه ضعفاً فإنه لا يفطر
بذلك سواء أخذه للتحليل أو لتشخيص المرض، أو أخذه للتبرع به لشخص يحتاج
إليه.


أما إذا أخذ من الدم كمية كبيرة يلحق البدن بها ضعف فإنه يفطر بذلك قياساً على الحجامة التي ثبت بالسنة بأنها مفطرة للصائم.

وبناءً
على ذلك فإنه لا يجوز للإنسان أن يتبرع بهذه الكمية من الدم وهو صائم
صوماً واجباً كصوم رمضان إلا أن يكون هناك ضرورة، فإنه في هذه الحال يتبرع
به لدفع الضرورة، ويكون مفطراً يأكل ويشرب بقية يومه ويقضي بدل هذا اليوم.




س46: ما حكم استعمال السواك للصائم بعد الزوال؟



ج46: استعمال
السواك للصائم قبل الزوال وبعد الزوال سنة كما هو سنة لغيره؛ لأن الأحاديث
عامة في استعمال السواك، ولم يستثن منها صائماً قبل الزوال ولا بعده.


قال
النبي صلى الله عليه وسلّم: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب...»(41). وقال
عليه الصلاة والسلام: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل
صلاة»(42).




س47: ما
توجيهكم ـ حفظكم الله ـ لبعض أئمة المساجد الذين يتركون مساجدهم في رمضان
ويذهبون إلى مكة للعمرة والصلاة في الحرم خلال هذا الشهر؟




ج47: توجيهنا
لهؤلاء أن يعلموا أن بقاءهم في مساجدهم لاجتماع الناس فيها، وأداء واجبهم
الذي التزموه أمام حكومتهم أفضل من أن يذهبوا إلى مكة ليقيموا فيها ويصلوا
هناك. والنبي عليه الصلاة والسلام لم يذكر في رمضان في الذهاب إلى مكة إلا
العمرة، فقال: «عمرة في رمضان تعدل حجة»(43) ولم يذكر النبي صلى الله عليه
وسلّم الإقامة هناك.. ولكن لا شك أن الإقامة في مكة أفضل من الإقامة في
غيرها، لكن لغير الإنسان الذي له عمل مرتبط به أمام حكومته، وواجب عليه أن
يقوم به، فنصيحتي لهؤلاء إذا شاءوا أن يؤدوا العمرة أن يذهبوا إليها وأن
يرجعوا منها بدون تأخُّر؛ ليقوموا بما يجب عليهم نحو إخوانهم وولاة أمورهم.




س48: يعتقد بعض الناس أن العمرة في رمضان أمر واجب على كل مسلم لابد أن يؤديه ولو مرة في العمر، فهل هذا صحيح؟



ج48: هذا
غير صحيح. والعمرة واجبة مرة واحدة في العمر، ولا تجب أكثر من ذلك،
والعمرة في رمضان مندوب إليها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «عمرة
في رمضان تعدل حجة».






نسأل
الله تعالى أن يوفقنا وإخواننا المسلمين لما يحب ويرضى، إنه جواد كريم،
والحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأُسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.



---------------------------------------------

(26) رواه البخاري 5048 كتاب فضائل القرآن ومسلم 793 كتاب صلاة المسافرين.

(27) سبق تخريجه.

(28) رواه البخاري 1902 كتاب الصوم ومسلم 2308 كتاب الفضائل.

(29) رواه البخاري 1918.

(30) رواه مسلم 6878.

(31) سبق تخريجه.

(32) سبق تخريجه.

(33) رواه البخاري 401 كتاب الصلاة ومسلم 572 كتاب المساجد.

(34) سبق تخريجه.

(35) سبق تخريجه.

(36) رواه البخاري 990 ومسلم 1695.

(37) رواه مسلم 4514.

(38)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
T.n.)-Crx

T.n.)-Crx


ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 8451
نـقـــــــــــــاط نـقـــــــــــــاط : 94059

 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2    48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyالخميس أكتوبر 14, 2010 10:43 am

مشكووور با رك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ÄlặmbặRtǿr SǿùMã

ÄlặmbặRtǿr SǿùMã


ذكر
عدد المساهمات عدد المساهمات : 8000
نـقـــــــــــــاط نـقـــــــــــــاط : 73596

 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2    48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 Emptyالأربعاء يوليو 27, 2011 9:49 am

 48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2 279177971
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://king-souf.yoo7.com
 
48 سؤالاً في الصيام لشيخنا رحمه الله ابن عثيمين 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رحمه الله في الصيام تيسير لا تعسير
»  حال سماحة الشيخ ابن باز (رحمه الله )في رمضان
»  خطأ شائع فى قراءة سورة التكاثر - ابن عثيمين
» ::: من آداب الصيام :::
»  آداب الصيام...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: (¯`°•.¸¯`°•. المنتديات الاسلامية .•°`¯¸.•°`¯) :: رمضان-
انتقل الى: