يقال والعهدة على الراوي وهو كما يبدو راوي أي كلام ..
يا عبد السلام , وعبد السلام ليس سيف الإسلام ولا خشبة حتى , قرر العقيد
المهيب , ملك ملوك أفريقيا , والقائد الملهم الضرورة الفذ , المفكر ,
الاسطورة , صاحب الكتاب الأخضر والأبيض وجميع ألوان الطيف وصاحب الثورة
الشعبية وحكم الشعب أن يتنحى عن الحكم ولكن واجه مشكلة غاية في التعقيد ,
وهي أنه لم يجد ولا عمر سليمان واحد في ليبيا يذيع هذا الخبر ولم يجد أيضا
الرجل الذي يقف وراء عمر سليمان , فهل يمكن لمصر أن تمد يد العون للقذافي
ويسلفونه لأجل مسمى عمر سليمان والرجل الذي كان يقف خلفه حتى تظهر الصورة
حلوة , وتكون الثورة لها معنى , فكل بلد يفكر بهذا الأمر ولا يوجد لديه
عمر سليمان والذي خلفه , لن تنجح ثورته ولن يصبح تحرره كاملا , وحين تتنهي
الثورة سيعاد عمر سليمان وصاحبه مع الفوائد .
وحين تم أخذ صورة للقذافي وزعموا أنها من طرابلس ولم
يغادر كان جالسا في عربة ويضع على رأسه مظلة مطر .. ويقال بأن الرجل من
عائلة هاجرت قبل مئات السنين من نجد إثر قتل جدِّه أحد أبناء عمومته ومن
كان هذا جده لن يستغرب منه أن يقتل مئات وألوف من شعب ليبيا العزّل , ولن
يجد له بعد ذلك مجيرا , ومن يجيره سيكون كمجير أُم عامر , فهو رجل نحس
ومشؤوم , وصلف ومغرور استوقف شحاذا جزائريا تسلل رغما عن سليم مكي وقال له
: انت جزائري وتشحذ في ليبيا ليش ما تشحذش في الجزائر ؟ وهو يرى بأن الفقر
والتسول مهنة يجب أن تكون حكرا للمواطنين الليبيين الذين سرق منهم وأبناؤه
وزبانيته الف وخمسمائة مليار دولار كفيلة بأن تجعل كل بلدان المغرب في
بحبوحة عيش , ولكنه ملك ملوك أفريقيا فهو يوزع ثروات الشعب على الأفارقة ,
ولهذا استقدم الآلاف ووزع عليهم السلاح وقالوا : اقتلوا المتظاهرين . ولا
أحد يعرف أين ذهب حرسه الخاص من الفاتنات اللائي كنّ يحرسنه في أيامه
الغابرات , ومن بين كل الثورات التي حصلت في تونس ومصر لم يكن هناك دموية
أكثر من هذا النظام , فقد أمر بقصف المدن الليبية بالطائرات , وهو في عام
1986 كان معرضا لقصف الطائرات الأمريكية ولم يفكر مجرد تفكير بأن يرد على
ذلك , فهو أسدٌ على شعبه ولكنه نعامة على غيرهم من الغربيين , وما يعرض
على وسائل الإعلام من صور قتل وتشويه تقشعر له الأبدان .
هل أُصيب هذا الرجل بالجنون ؟ وهو مدعاة للشك في قواه
العقلية قبل تلك الأحداث , ومن يسعى لمثل هذا الاسلوب الأهوج لن تقوم له
قائمة ولن يكون بمنأى عن
المحاسبة , اذا بقي للعالم ضمير يزعم بحقوق الانسان.
أين ما يزعم من ترحيبه بثورة الشعب وأنه سيقوم بنفسه
بتزعمها , سرعان ما سقط قناعه ولم يكن يخدع الا نفسه , ولكن السؤال بعد
الآن هو كم من الشعوب العربية تحتاج الى عمر سليمان والرجل الذي خلفه ؟
لحفظ شيء من الكرامة وماء الوجه , يبدو أن دور الكومبارس سيزدهر في هذا
العصر , بعد أن تساقط أبطال الورق ولم يكن هناك أبطال حقيقيون الا الشعوب
التي ملأت بطونها خطبا وكلاما وشعارات ولكنها لم تشبع من الخبز الذي يحيا
به الانسان !
وقبل أن يفوت الأوان الأخ العقيد / علي عبد الله صالح
ابحث عن عمر سليمان خاصتك قبل أن يلحق بك ما لحق بالعقيد الآخر فتقعد
ملوما محسورا وأنت تقرأ ليس للعقيد من يكاتبه , وهي شجاعة منك وايمان
بالتغيير حين رفضت تصفير العدّاد وافصحت بأنك لن تترشح
حتى لو كان البرد شديدا والانفلونزا قوية , حتى انهم
يقولون الرشح مرض الرخوم وهو لا يصيب الا البغاث من الطير , وقد سمعنا
بأنهم في مصر قبضوا على الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان واعترف بأنه
الراجل اللي يقف ورا عمر سليمان , فمن سيقف خلف هذه الأنظمة الكرتونية
التي تتهاوى .
فسبحان من له الدوام و وقد ظننا أن شاهد القبر يكون ولد
ومات في عصر مبارك فاذا هو ولد في عصر القذافي ومات في عصر الراجل الذي
يقف خلف عمر سليمان .
__________________
فإن تبغني في حلقــة القوم تلقني..
وان تلتمسني في الحوانيت تصطـد..