فضل شهر رمضان على غيره
فُضِّل شهر رمضان على غيره لأربعة أمور :
أولاً
: فيه خير ليلة من ليالي السنة ، وهي ليلة القدر . قال تعالى: { إنا
أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف
شهر . تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . سلام هي حتى مطلع
الفجر } سورة القدر . فالعبادة في هذه الليلة خير من عبادة ألف شهر .
ثانياً
: أُنزلت فيه أفضل الكتب على أفضل الأنبياء عليهم السلام. قال تعالى: {
شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان }
البقرة / 158 . وروى أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أُنزلت
صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان ، وأُنزلت التوراة لِسِتٍ مضت من رمضان
، وأُنزل الإنـجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان ، وأُنزل الزبور لثمان عشرة
خلت من رمضان ، وأُنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان ) . حسنه
الألباني .
ثالثاً
: هذا الشهر تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب جهنم وتُصفَّد الشياطين:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا
جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين ) متفق
عليه. وروى النَّسائي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين )
صححه الألباني . وروى الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة في رواية : ( إذا كان
أول ليلة في شهر رمضان صُفِّدت الشياطين ومَرَدَة الجن ، وغلقت أبواب
النار فلم يُفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي
منادٍ : يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر . ولله عُتقاء من النار
وذلك كل ليلة ) حسنه الألباني .
فإن قيل : كيف نرى الشرور والمعاصي
واقعة في رمضان كثيراً ، فلو صُفدت الشياطين لم يقع ذلك ؟ فالجواب : أنها
إنما تَقِل عن الذي حافظ على شروط الصيام وراعى آدابه . أو أن المُصفَّد
بعض الشياطين وهم المَرَدة لا كلُّهم . أو المقصود تقليل الشرور فيه وهذا
أمر محسوس ، فإنَّ وقوع ذلك فيه أقل من غيره، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم
أن لا يقع شر ولا معصية لأن لذلك أسباباً غير الشياطين كالنفوس الخبيثة
والعادات القبيحة والشياطين الإِنسية . الفتح 4/145.
رابعاًَ : فيه كثير من العبادات ، وبعضها لا توجد في غيره كالصيام والقيام وإطعام الطعام والاعتكاف والصدقة وقراءة القرآن .
وفقنا الله لصيامه و قيامه كما يحب ويرضى