بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
وبعد أخي الحبيب
كيف تتلذذ بالصيام ؟ كيف تتعرف على الله من الصيام ؟ ومن ثم تحبــه سبحانه وتعالى .
كيف يكون رمضان عمل مقبول ؟ كيف يكون رمضان غير كل رمضان ؟
كيف تخرج من رمضان وقد ترقيت في سيرك إلى الله تعالى ؟
كيف تخرج وقد حصلت مقاصد رمضان العامة والخاصة ؟
ما هي الأعمال التي تؤدى في رمضان ؟ وكيف تتلذذ بها ؟
وكيف تتعرف عليه منها ؟ ومن ثم يزداد حبك له سبحانه وتعالى .
وما هي المعاني والمقاصد في الصيام وفى أعمال رمضان ؟
تخيل مدى الحسرة يوم القيامة لعبدٍ جاء مفلساًًً ليس لأنه لم يعمل بل عمل أعمالاً كثيرة وكبيرة جداُ ولكنه وقف مع ظاهرها دون الاهتمام بأن تكون أعمالاً مقبولة ، دون النظر لبواطنها ، دون النظر لمقاصدها ودون الفهم عن الله تعالى و معرفة مراده والتحقق بذلك .
يخشى عليه من قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَأن الدخول في قول الله تعالي : أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ الكهف103، 104يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
يخشى عليه من أن وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواالدخول في قول الله تعالي : الزمر47يَحْتَسِبُونَ
يخشى عليه من أن الدخول في قول الله تعالي : وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا الفرقان30
مر عمر - رضي الله عنه- بدير راهب ، فناداه فأشرف الراهب ، فجعل عمر ينظر إليه ويبكي، فقيل له: يا أمير المؤمنين، ما يبكيك من هذا؟ قال: ذكرت قوله عز الغاشية 3،4 فذاك الذيعَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةًوجل أبكاني.
يخشى عليه من أن الدخول في حديث النبي صلي الله عليه وآله وسلم : ( رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ، رب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والنصب )
ولو قبل لك رمضان رفعه الله إليه وجمّل به ظاهرك وباطنك وظهر عليك أثر مقاصده في رمضان وبعده .
ولكن كيف يكون رمضان عمل مقبول ؟ ( على الاختصار والإيجاز الشديد )
بشيئين: 1 - الاهتمام بذات رمضان 2- الاهتمام بأعمال رمضان
يقول الإمام على - رضي الله عنه- : ( كونوا لقبول العـمل أشد اهتماماً من العـمل ، فإنه لا يقل عمل مع التقوى