هناك أشخاص تثيرهم النقود طالما هي في خزانة البنك فإذا دخلت جيوبهم فقدت جاذبيتها !!
من البشر الذين عاشوا في
حياتي صديق يدعى – سعيد جرادة- ابتلاه الله ببلاء لم يكن على البال ولا
على الخاطر، فقد أدركته حرفة الاقتراض منذ الوهلة الأولى التي صافحت فيها
قدماه أرض البنك، فأصبح يعلن موافقته بشروط البنك حتى قبل أن يعلن البنك
تفاصيل شروطه، لهذا السبب هو مطالب اليوم بتسديد مبالغ ذات أرقام لا
يستطيع اللسان لفظها بسبب طولها وغلاظه وقعها خاصةً على أسماع القراء من
ذوي الدخل المحدود والمتقاعدين، لذا وجب التنويه بأن الطريقة الوحيدة
والمضمونة للتسديد هي أن يمتد به العمر ليصل إلى عمر سيدنا نوح عليه رضوان
الله !!
لا ننسى بأن هناك بنوك- لا
يعلم ملتها إلا الله- تكاتفت فيما بينها على أن (( تطبق الشروط والأحكام
)) بحق العملاء وكأنها تنتقم منهم، فأصبح كل - زبون- معلقاً من عرقوبه
بقضايا مالية تضاهي في مجموعها ميزانية قارون، ونتيجةً لتلك الورطة أظن (
حتى ولو كان ظني إثماً ) أن برنامج – جرادة- مع البنوك يوجب عليه بأن يقضي
في السجن شهرين وفي الاستجمام من عناء السجن شهرين وبقية العام يقضيه في
رسم خارطة طريق تقوده للسجن مره أخرى !!
أتعجب دائماً وأسأل نفسي عن
ماهية طينة تلك البنوك التي توحشت وتربعت على أسواق البيزنس من بعد أن
قامت بالتحالف مع الجميع ثم غدرت بالجميع، خاصةً بالعملاء الذين نشئوا
وشبوا وشابوا وترعرعوا بين ممرات مكاتب موظفيها، لتقودهم في النهاية
وبهدوء قاتل ودون أدنى شعور بالذنب إلى غياهب السجون، طبعاً كل هذا يحدث
تحت سمع وبصر البنك المركزي الذي يذكرني بشخص حجم لسانه كبير مقارنة بحجم
فمه مما سبب له إعاقة في النطق !!
عزيزي القارئ ما دمت بعيداً
عن البنوك فأنت في نعيم، أما أنا فلولا العيب والفضيحة لوقفت بوسط البنك
ألطم الخدود وأشق الجيوب على – جرادة- الذي تقرحت وتقيحت قدماه ومات موته
أبطال هذا الزمان الساعين بين البنوك !!