في خاطر بلادي وعيدها وفي خاطر شهدائنا و جزائرنا تحيا ...

بـإسـم الـفـخـر و الـعـزّة أكـتـب بــلادي
و بـإسـم الروح و الـرجولـة أنـاشـد أجـدادي
فـتحتُ يـدي و رسمـتُ عليها عـلـم فـؤادي
فـتشارك لونه بين إخصرارِ عروقي و دمي و بياض جلدي
أقـف عـلى بـكـر أصـابعـي و بـإسـم الـجـزائـر أنــادي
أفـتـتـحُ غــزلـي بــجـمــال وهــــران
و أتـوسطـه بـفـنّ الـعـاصـمـة و أثـار تـلـمسـان
أستـكمـلـه بغـنـى الـصـحـراء و روعـة غـيـليزان
فـهـذا ثـُلـث الـجـزائـر فـمـازالـت تـُحـف الـميـدان
فـالأمـيـر جـاهـد فـي سـبيلـها و بعـطـر الـرجـولـة سقـاها
و الـمـفـدي أبـدع فـي نـشيـدهـا و بـقـسـمـًا سـمــّاهــا
الــجـزائــريّ لا يــعـــرف خــــطــى إلا خـطــــاهـــا
و الـخـطـى لا تـعـرف خـطـى إلا مــن مــشـاهــا
فـمـن هـجـرهـا قـال : كـنـت بـيـدي أنــا قــتـيــل
اغـتـربـتُ عـن بـلـد مـا عـرفـتُ لـه مـثـيـل ـ
فـلـو طـلـب الـسّماح مـا سـامـحـته روحـه عـلى الرحـيل
فـسـاعـة علـى فـراقــــه كـانـت لـحـبــّه خــيـرُ دلــــيـــل
فـيـا مـن هـجـرتـهـــــا عــــُدْ اليـوم لــم يــفــت الأوان
راهـنـت عــلـى عــودتــه و كـسبـت الـــرّهـــــان
فـحـبـّي لك يـا غـاليـتـي أوصـلـنـي حـدّ الـهـذيـان
فـلو كـان للـعالـم تـاريـخ لـوضعـت الـجـزائـر لـه عـنـوان
فـاسـأل عـدوّهـا مـا تـعـلـّم مـنـها درســا
فـمـن حــلـم بكـسرهـا ليـلا مـا انـتظـر الـمـسا
احـتلـها بنـذالـة و خـرج مـنـها قـاطـعـا نـفــســا
فـلو سـألت عـن أمـجـاد بلادي هـكـذا خـرجـت فـرنـسا
أقـسـمـوا عـلى نـصـرهـا فـشهـدنــا بـوعـدهـم الأكــيــد
كــانــوا دومــا أبــطــالــنــا و مــازال تــاريـخهـم مـــديـــد
أركـــع عـلــى ركبـتـاي لـيـس عـبــادة لــهـــــم
بــل حـمـداً لله إنـّي بـنـت الـمـليــون و نـصـف مـليـون شهيـد
فـمنـذ سـقوط رأسـي و قـلبي بمـنوّ هـذا الـحـبّ حـائـــر
فـمـن غـيـري أعــربـــك بـجـمــيــع الــضــمــائـــر
أقــــف عـنــد عــلـــمـــك و أشــهــد بــقــســمــا
و أردّدُ مــقـــولـــتـــــي بــصـــوتــــي الــعـالـي
* فـلتـحـيـا الـجـزائــر و لـتـحـيــا الجـزائــر و لتـحــيـا الــجـــزائــر