اتهام المالكي بـحجب الحقيقة
الغد - "ها أنا حر وما يزال الوطن أسيرا، أشكر كل من وقف الى
جانبي من شرفاء في وطني والوطن العربي والإسلامي"، بهذه الكلمات استهل منتظر الزيدي
مؤتمره الصحافي الذي عقده في مقر فضائية البغدادية في بغداد أمس، بعد أن أطلقت
السلطات العراقية سراحه، بعدما أمضى 9 أشهر في السجن، بعد أن رشق الرئيس الاميركي
السابق جورج بوش بفردتي حذائه مطلع هذا العام.
ويضيف الزيدي "إن ما دفعني الى ذلك هو الظلم الذي وقع على شعبي العراقي من قبل
قوات الاحتلال، وكيف ان الاحتلال أراد اذلال وطني بوضعه تحت جزمته وسحق رؤوس أبنائه
من شيوخ ونساء ورجال".
وطالب الزيدي من المالكي الاعتذار عن حجب الحقيقة عن الناس، "ففي الوقت الذي
قال فيه إنه لم ينم إلا بعد أن اطمأن علي، كنت أتعرض لأبشع أصناف التعذيب من ضرب
بكابلات الكهرباء والقضبان الحديدية".
واضاف للصحافيين "تركوني في الصباح مكبلا في مكان لا يقيني برد الشتاء القارس
بعد ان اغرقوني في الماء منذ الفجر لذلك سأتحدث عن أسماء الذين تورطوا في تعذيبي
وبينهم مسؤولون كبار في الدولة والجيش".
وقال ايضا "كنت أجوب طوال السنوات الماضية في أرض محترقة وأشاهد آلام الضحايا
والثكالى، والايتام والعار يلاحقني، وحين اكمل واجبي المهني عاهدت ضحايانا بالثأر
لهم وقد حانت الفرصة ولم أفوتها".
وأوضح "لو علم اللائمون كم وطأت الحذاء التي أطلقتها منازل مهدمة بفعل
الاحتلال، كم مرة اختلطت بدماء الأبرياء النازفة، وكم مرة دخلت بيوتا انتهكت
حرائرها، ولعلها كانت الرد المناسب حينما تنتهك جميع المعايير".
وختم قائلا "اردت بقذف الحذاء بوجه مجرم الحرب بوش، ان اعبر عن رفضي لكذبه،
واحتلاله لبلادي".
ولم يبدُ نادما على قيامه برشق الرئيس الاميركي السابق بفردتي حذائه، رغم
اعتذاره لزملائه الصحافيين للحرج الذي قد تكون فعلته قد سببتها لهم، مشددا على انه
اقدم على هذا الفعل بدافع الغيرة على العراق المحتل والضحايا الذين "أريقت دماؤهم
أو أهينت كرامتهم" بسبب الاحتلال الاميركي لبلاده.
كما اشار الى انه يضع نفسه في خدمة بلاده من خلال العمل الانساني، الذي يساعد
ضحايا الاحتلال ويخفف عنهم، لكنه لم يشر الى الوجهة التي سيتجه اليها لاحقا.
ولم يجب عن اسئلة الصحافيين، مكتفيا بقراءة بيانه المكتوب، المليء بالمشاعر
الوطنية والإنسانية.
وظهرت آثار التعذيب على الزيدي حيث فقد أحد أسنانه، مما يؤكد قيام السلطات في
حكومة المالكي بتعذيبه.
وكان من المنتظر ان يجري اطلاق سراح الزيدي الاثنين غير ان شقيقه عدي الزيدي
أبلغ الصحافيين أنه تلقى اتصالا هاتفيا من داخل السجن يشير الى احتمال عدم إطلاق
سراح منتظر في الموعد المقرر من دون ان يوضح الاسباب، لكنه لم يستبعد ان يكون لذلك
علاقة بتجمهرعشرات الصحافيين والإعلاميين وعدد من اقاربه امام بوابة السجن مما سبب
إحراجا ومضايقات لشقيقه في السجن.
وكانت السلطات العراقية المختصة أحاطت عملية اطلاق سراح منتظر الزيدي، بتكتم
شديد من حيث الزمان والمكان، خشية من التعاطف الشعبي معه.
وعبر عدد من افراد عائلة الزيدي عن خشيتهم على حياة الزيدي فيما لو بقي في
العراق، وقال عدي الزيدي لـ "الغد" في اتصال هاتفي من بغداد ان منتظر نقل للعلاج
بسبب تردي وضعه الصحي، رافضا الكشف عن الجهة التي توجه اليها، في الوقت الذي قال
مقربون من الزيدي إنه نقل الى اليونان في رحلة علاج.
وكانت محكمة التمييز العليا قد خفضت في نيسان (ابريل) الماضي الحكم على الزيدي
من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة بعدما أمضى ثلثي محكوميته، وفق القوانين العراقية التي
تجيز الافراج المشروط بحسن السلوك.
كما جاء الإفراج على ضوء التماس تقدمت به هيئة الدفاع عن الزيدي، وأظهرت فضائية
"البغدادية"، لقطات احتفالية ظهر فيها الأخير وهو يرتدي العلم العراقي الوطني
بنجماته الثلاث، بينما راحت فرقة موسيقية شعبية بإطلاق اناشيد واغاني عراقية وسط
حشد كبير من الإعلاميين والصحافيين الذين كانوا في استقباله خارج مبنى السجن في
بغداد، فيما نحرت الذبائح تحت قدميه.