الإعلامي الشاب سامي قاسمي لموقع الإذاعة: " فتح السمعي
البصري سيخلق آفاقا للمنافسة والإبداع ... ومثلما تتنفس رئة النظام يجب أن
تتنفس رئة المعارضة"
سامي قاسمي شاب جزائري، إستطاع أن يكتب اسمه بأحرف من ذهب قي سجل
الاعلام العربي ، وفي ظرف وجيز ورغم صغر سنه إلا أنه تمكن من سرقة الأضواء
وجلب أنظار كبار المسؤولين والاعلاميين له ،خاض عدة تجارب اعلامية داخل
الوطن وخارجه، من مذيع بإذاعة محلية إلى مقدم ومعد للبرامج بأكبر القنوات
العربية، تمكن من خلالها الإحتكاك بعديد الشخصيات والوجوه العالمية ، سامي
نموذج للشباب الجزائري الطموح ،يؤمن بالإرادة والصبر والكفاح من أجل تحقيق
النجاح.
بداية من هو سامي قاسمي ؟
ابن فلاح بسيط ، عاش في أسرة متواضعة بقرية الجديدة بلدية الدبيلة ،
امتهن كغيره من ابناء السوافة وهو صغير الزراعة والتجارة والبناء ، لم يكن
يدري وهو يستمع الى اذاعة البي بي سي والميدي 1 و الاذاعة الثقافية ثم
الوطنية انه مسكون بشيء اسمه الاذاعة ، لم يتردد حينها في الإجتهاد ،
فواصل دراسته بجد من اجل ان يكون صحفيا ، نشط العديد من المهرجانات
والحفلات وكلل الهواية بدارسته الاعلام في جامعة عنابة ثم اكمل تخصص سمعي
بصري في جامعة الجزائر وهناك ُفتحت له افاق ارحب مما كان يتصور .
2- كيف بدأت رحلتك مع الإعلام؟
بدايتي كانت بإعلانات ترويجية بسيطة في اذاعة الوادي كنت قد كتبتها خصيصا
للإذاعة ، من بين ما أذكر ( اذاعة سوف .. سمفونية لحنها الجمال ) والفضل
يعود أنذاك الى الشخص الذي اعتز به دائما كمال كحيلي الذي فتح لي
استديوهات الإذاعة لتسجيل تلك البروموهات التي عرفت بي لدى طاقم الإذاعة
،ورحب بي ايما ترحيب ، انا اتحدث عن عام 2002 حينما منحني العيد عقاب
تنشيط برنامج مسابقات في ظل ادارة عادل صياد للمحطة ومن ثم انطلقت في مجال
الاعلام حيث اتيحت لي فرصة في اذاعة متيجة ومن ثم استمع اليّ محسن
سليماني مدير القناة الاولى آنذاك ، وطلبني للعمل معه لتنشيط برنامج "صباح
الخير يا جزائر" الذي يعد اضخم البرامج في الاذاعة الجزائرية ومن ثم قدمت
العديد من البرامج على غرار" الفارس "و"رومنسيات" اللذين اعتز بهما
3- لك تجربة في الإذاعة الدولية كيف تقيمــــها؟
الاذاعة الدولية كنت من بين مؤسيسها الاوائل ، ما يميزها انها كانت 100%
شاب خرج لتوه من الجامعة ، الدولية تجربة اخرى بالنسبة لي اخرجتني من
الموسيقى والقالب الترفيهي الى القالب الإخباري الجاد وفي الحقيقة كانت
تجربة شيقة لا يسع المجال لذكرها مما اتذكره فقط ما كان يقوله زملاؤنا في
القناة الإذاعية الثالثة الناطقة بالفرنسية ان الدولية أضحت جزيرة ثانية
في الجزائر ، والمفارقة ان عددا منا خرج من هذه القناة الفتية الى كبرى
القنوات كالجزيرة والعربية وفرانس 24 والحرة والقائمة تطول يوما بعد آخر .
4- سامي من الإذاعة الى التلفزيون كيف كانت الرحلة ؟
لم احاول كثيرا التردد على التلفزيون الجزائري لأنني كنت مهوسا
بالإذاعة وكنت ارى ان مجالها ارحب ، وبعد سفري الى دبي في زيارة حصلت على
عقد عمل من اليوم الاول في قناة صانعو القرار فقررت العمل هناك ،وقدمت
العديد من البرامج مثل " ذاع صيته " و "دوحة الفكر والثقافة " و "الصوت
الحر " بالاضافة الى نشرات الاخبار ومعرض الصحافة .
5- في إحدى الحوارات السابقة ذكرت أن الصحفي الجزائري رغم كفاءاته إلا أنه عجز عن تسويق نفسه كيف ذلك؟
ربما هو الموروث الذي ورثه الجزائري أبا عن جد ، الجزائري بشكل عام لم
يتخلص لحد الساعة من تلك الأنفة وعزة النفس الزائدة عن اللزوم ، التسويق
يفرض علينا ان نكون برغماتببن ودبلوماسيين في علاقاتنا وهذا بالطبع لا يعني
الانسلاخ عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا .
6- من قناة صانعو القرار الإماراتية إلى قناة العربية لماذا؟ هل بداعي السياسة الاعلامية أم ان القناة لم تعد ترض طموحاتك؟
الإنسان بطبعه لا يرضى على حال ، وكل ما كان في مكان ما يريد الارتقاء الى
مكان اعلى منه ، أجزم ان العربية احد اهم قناتين في العالم العربي من حيث
سعة الانتشار أما اني في واحدة منهما ربما اكون محظوظا ، أعتقد ان لمجموعة
الأم بي سي والعربية سليلتها سحر خاص حيث المكان صحي بامتياز وبإمكانك
كصحفي ان تتعاطى مع كل ما هو جديد في تكنولوجيات الاعلام ، تصوري اننا نعمل
على برامج متطورة جدا ، الصحفي لم يعد كما في السابق ، الصحفي أصبح شاملا
فهو يقوم بالتصوير والمونتاج لوحده ، هذا لم يكن متاحا من قبل
7- تغطية قناة العربية للثورات العربية موضوعية في رأيك؟
لا استطيع ان احكم على قناة العربية لأنني احد ابنائها وشهادتي قد تكون
مجروحة ، بكل امانة وبكل صدق اقول التالي ، غطيت الملف الليبي و السوري
واليمني وفي بعض الاحيان كنت اضّمن رأيا في تقاريري كان حارس البوابة
التحريرية يشطبه ، المعلومة في العربية نوردها كما هي لا نحاول ان نحملها
اكثر مما تحتمل ، والهدف اخبار الناس فقط دون تهويل ، استطيع القول انها
تغطية متوازنة ، العربية تعرض جميع الاطراف في الملف الواحد وقد كان
الساعدي القذافي وسيف الاسلام وافراد النظام الليبي يطلون من النافذة
للتعبير عن آرائهم مثلها مثل الملف السوري واليمني وغيرهم .
8- ماقولك في الاعلاميين الذين استقالوا مؤخرا من العربية والجزيرة؟
لكل سببه الخاص ، هناك كثيرون هددوا من طرف الانظمة بتصفية عائلاتهم او
ايذائهم ، اعتقد انهم خيروا بين امرين احلاهما مر فاضطروا الى الاستقالة
أما البعض الآخر فكانت له اسبابه الخاصة وقد اعلن عنها في غير ذي مكان .
9- من هي أهم شخصية اعلامية تقتد بها ؟
كثيرون هم في حياتي ، كثيرون هم الذين ساعدوني في مشواري في الوادي
والجزائر وفي الامارات ، وما يزال الاعلامي القدير يزيد بناني يتابع
اعمالي عن كثب موجها وناصحا أمينا .
10- نعود إلى الاعلام الجزائري هل ترى أن فتح القطاع السمعي البصري حتمية لابد منها ؟
شئنا أم ابينا العالم كله يتغير .. الثورات العربية كشفت عورة الأنظمة
المنغلقة عن نفسها ، ونحن في الجزائر منذ عشريتين لم يكن ينقصنا سوى تحرير
القطاع السمعي البصري . لا يمكن للجزائر التي هي بحجم قارة ان تكون بعيدة
عن ابراز صورتها الى الخارج ، اتذكر جيدا خلال الازمة بين الجزائر ومصر
كيف كانت جل القنوات المصرية الخاصة تتفاعل مع الحدث وتطرح الرواية
الرسمية للاحداث في الوقت الذي كانت فيه الجزائر بعيدة تماما اللهم الا
نافذة الصحافة المكتوبة وهي في كل الاحول لا يمكن ان تقارع القنوات
التلفزيونية ، صدقيني ان اخواننا العرب كانوا يقتنعون بتلك الراويات لأنه
لا يوجد من يقدم رواية جزائرية . فتح السمعي البصري سيخلق افاقا
للمنافسة وبالتالي يفتح مجالا للإبداع .. ومثلما تتنفس رئة النظام يجب ان
تتنفس رئة المعارضة ، هذا هو الوضع الطبيعي الذي يجب ان لا نحيد عنه .
11 - بعد مصادقة مجلس الوزراء على فتح قطاع السمعي البصري هل سنرى عودة سامي قاسمي الى ارض الوطن؟
عاجلا ام اجلا سنعود ، ستعود الطيور المهاجرة الى البحث عن الأمل في
جزائرها ، سيعود مسافروها ومسافراتها بحثا عن الحياة فيها ، متى وكيف الله
اعلم ؟ هل ستكون القنوات بمقاييس مهنية ؟ وماهي أبعادها وأجنداتها ؟ وعلى
اي اساس بعثت الى الفضاء ؟ هل توفر للصحفي حياة كريمة ؟ عند ذلك لكل حادث
حديث
12- وجودك ضمن قناة بحجم العربية وبين اعلاميين كبار ألا يعد إنجازا لكم؟
الاحتكاك بالخبرات الاتية من دول شتى تضيف اليك الكثير من دون شك ، انت
تتحدثين عن خبرات في جِرابها اكثر من ثلاثين سنة في مجال الاعلام ،
لطالما كنت احن الجلوس الى هؤولاء ، هل تعرفي ان من اكبر المشكلات التي
كانت تواجهنا في الجزائر ماهي ؟ التأطير ، بدون تأطير انت تراكم خبرات
ليست مؤسسة على اسس متينة .
13 -هل يمكن القول أنك راض عن مردودك اليوم ؟
الذي يعرفني جيدا يعرف انني شخص لا يرض ولن يرضى على مردوده، هناك الكثير
من الامور التي لم احققها ، أحسها بداخلي لكن لم تخرج بعد الى الوجود
14- كلمة أخيرة للاعلاميين الشباب
لا تفكر بالأحلام التي تناسب قدراتك ، فكر بالمقلوب : فكر بالقدرات التي تناسب أحلامك.
شكر لكم ودمتم فخرا للجزائر والاعلام العربي