لقد كان مسيرو نادي “روان“ من البداية يلحون على استقدامي، وتعود الاتصالات إلى مدّة طويلة وبالتحديد 5 سنوات سابقة
زرداب
في البداية، نودّ منك زهير أن تقصّ علينا كيف التحقت بنادي “روان”؟لقد كان مسيرو نادي “روان“ من البداية يلحون على استقدامي، وتعود الاتصالات إلى مدّة طويلة وبالتحديد 5 سنوات سابقة، أين كانوا يتابعونني وفرحوا كثيرا لتطوّري ونجاحي في شبيبة بجاية، وكانوا يعلمون أنني أريد العودة إلى فرنسا وقاموا بما يجب لأنضم إلى فريقهم، وسارت الأمور على أحسن ما يرام.
لكن كانت لديك الإمكانية على الأقل للعب في القسم الثاني، أليس كذلك؟نعم، فلقد تلقيت عرضا من ناد فرنسي في القسم الثاني ولا أريد الإفصاح عن اسمه، لكنني اخترت اللعب في نادي “روان“، بالنظر إلى المشروع الرياضي الذي سطرته إدارة الفريق والمحفز كثيرا في حقيقة الأمر. فالمسؤولون وضعوا كلّ الإمكانات اللازمة لذلك، وهناك مشروع طويل المدى، ومن الناحية الجغرافية أيضا أنا قريب جدا من عائلتي ومسقط رأسي.
كيف كان إحساسك وأنت تغادر بجاية؟حتى أكون صريحا معك، فلقد حزنت كثيرا وكان من الصعب عليّ فعل ذلك، فلقد غادرت بجاية بقلب حزين. ولكن من جهة أخرى لدي شعور أنني قدمت واجبي على أكمل وجه في الشبيبة، وندمت فقط بالنظر إلى أنني فارقت الأشخاص الذين وفروا لي كلّ شيء طوال فترة تواجدي في بجاية.. في الشبيبة عشت أياما لا تنسى ولديّ علاقات طيبة مع الجميع، ولديّ أيضا بعض الأصدقاء دون كرة القدم، ولكنني أكدت لهم أنني لم أودّعهم نهائيا، لأنني سأعود لزيارتهم كلما تسنح لي الفرصة إن شاء الله.
ربما أنك ستنهي مشوارك الكروي في الشبيبة، أليس كذلك؟قبل كلّ شي بجاية هي المدينة التي ينحدر منها أجدادي، وعلى الرغم من أنني في سنّ الـ 29، إلا أنني ألعب وكأنني في الـ 20 أو 22، ولا تزال لدي عدّة طموحات.
ما هي الذكريات التي تحتفظ بها عن مسيرتك في شبيبة بجاية؟كنت أستمتع كثيرا بالجمال الخلاّب للطبيعة في بجاية، وتعلقت كثيرا بهذه المدينة وأين كنت أقطن في “ڨورايا“. ومن الناحية الرياضية لا يمكنني أن أنسى نهائي كأس اتحاد شمال إفريقيا، الذي جاء ثلاثة أيام فقط بعد تأهيلي، وفرحت كثيرا لأنني أدخلت السرور لأناس بجاية بفضل النتائج المحققة.
الجميع يعلم أنك قدمت إلى الجزائر للعب لمولودية الجزائر، لأن المدرب “آلان ميشال“ كان يريدك بأي ثمن لكنك لعبت لشبيبة بجاية، هل ندمت على هذا الخيار اليوم؟لم أندم على الخيار الذي قمت به، وأنا راض كلّ الرضا عن مسيرتي في شبيبة بجاية وأنا الذي عشت أيام رائعة ولا تنسى. أما الآن فلا يمكنني أن أقول لك إن كنت سأنجح لو لعبت في المولودية أم لا.
كيف كانت علاقتك مع المدرب جمال مناد؟لا بأس، لقد كانت لي علاقات طيّبة مع المدرب جماد مناد، وعلى الرغم من أنه كان صارما وقاسيا بعض الشيء، إلا أن ذلك لا يعني بأن علاقتي به ليست طيبة وبما أنني لعبت تقريبا كلّ المباريات، فهذا يعني أن مناد كان يعتمد عليّ ويدخلني في حساباته، وفي بعض الأحيان ينتظر المدرب الكثير من لاعبه ولمّا يخيّبه، فإنه يغضب منه بعض الشيء، والعكس عندما يقدّم مستويات كبيرة. فنصائحه ساعدتني كثيرا لتطوّر مستواي، وكما تعلم فإن مناد هو من كان وراء التحاقي بـ بجاية، أين منح الضوء الأخضر لانتدابي، وهذا بعدما تلقى تقريرا إيجابيا من طرف سامي بوسكين.
قبل اختيارك “روان“، فإن عديد الأندية الجزائرية أرادت الظفر بخدماتك، أليس كذلك؟نعم، لقد تلقيت عدة اتصالات وعروض من فرق جزائرية، ويتعلق الأمر بمولودية الجزائر، اتحاد العاصمة، شبيبة القبائل وكذا وفاق سطيف.
يقال إن الاتصال الأكثر جديّة كان من اتحاد العاصمة والرئيس علي حداد، هل تؤكد ذلك؟فيما يتعلق باتحاد العاصمة فقد كان يتصل بي شخص مكلف بالاستقدامات في هذا النادي، وعلى ما أعتقد أنه المناجير العام، ولقد وضعته في اتصال مباشر مع مناجيري الذي تكفل بكلّ شيء، ولكن في النهاية لم نتفق وانتهى كلّ شيء.
نعلم أيضا أن مناجيرك كان في اتصالات متقدّمة مع شبيبة القبائل، ما الذي حدث؟الاتصالات مع شبيبة القبائل كانت جادة للغاية ومناجيري تنقل إلى الجزائر ليدرس العرض، ونفس الشيء بالنسبة لوفاق سطيف، ولقد درست أيضا عرض الشبيبة وكذا عرض الوفاق، قبل أن يصلني عرض “روان“، وبعدما بدأت الأمور تسخن فضّلت اختيار اللعب في فرنسا، وأعلنت عبر الصحافة أنني اخترت وجهتي مبكّرا حتى لا يكثر القيل والقال عني. وأعتذر لكل من طلب خدماتي في الجزائر وأنا الذي أحترم الجميع، وفضّلت البقاء مركزا على المباريات التي كانت متبقية معنا في شبيبة بجاية قبل نهاية الموسم، وتمكنت من تحقيق الهدف المنشود والمتمثل في احتلال المرتبة الثانية وتأهيل الشبيبة للمشاركة في رابطة أبطال إفريقيا الموسم القادم، والحمد لله.
نتحدّث الآن عن المنتخب الوطني المحلي، لقد تواجدت تقريبا في كلّ التربصات لكنك ضيّعت المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا في السودان، كيف ذلك؟يمكنني أن أؤكد لك أن عدم مشاركتي في “الشان“ كان النقطة السوداء الوحيدة من مسيرتي في الجزائر، وتأسّفت كثيرا لعدم استدعائي دون أيّ سبب، ولم أفهم بعد لما تواجدت في كلّ تلك التربصات وفي النهاية لا أتنقل مع المنتخب إلى السودان وأنا الذي كنت مرتاحا كثيرا مع “الخضر“، ولو كانوا قالوا لي بأنني لن أتنقل لأن هناك لاعب آخر أحسن مني في منصبي لتقبّلت ذلك بصدر رحب، لكن أعتقد أن هناك أسبابا أخرى تخرج عن النطاق الرياضي، وكذا عدم إعلامي بالأسباب، وهو ما جعلني لا أستوعب الطريقة التي أبعدت بها.
هل يمكن أن توضّح لنا أكثر؟في آخر تربص أجريناه في فندق “الماركير“ جاء جمال عماني وتحدّث مع المدرب بن شيخة، أين قال له بأنني سأتنقل للعب في تركيا، وبعد ذلك تحدّثت أنا مع المدرب بن شيخة وقلت له بالتحديد: “أنا لا أعرف عماني ولا وكلاء الأعمال ولا أدري ما يحدث، غدا سأتنقل إلى فرنسا لأجل أخذ قسط من الراحة وفي حال اخترت تغيير فريقي وإتمام أي صفقة، فإنك ستكون أول من يعلم بذلك وسأتصل بك هاتفيا، وفي حال لم أتصل بك فهذا يعني أنه لم يحدث أيّ شيء وبإمكاني البقاء مع المنتخب المحلي بطريقة عادية”. وأنا من جهتي لم أتصل بـ بن شيخة، وهذا ما يعني حسب اتفاقنا أنني لا أزال لاعبا في المنتخب الوطني، ولكن بعد ذلك تفاجأت لمّا وجدت نفسي خارج قائمة الـ 23 التي وضعها، وقلت ذلك بصراحة لـ بن شيخة، حتى أكون واضحا ولا يقول بأنني خدعته، لكن حدث الذي حدث.
لكن بن شيخة صرّح أنك أنت من طلب منه عدم وضع اسمك في القائمة، ماذا يعني هذا؟لا، أنا لم أقل له ذلك إطلاقا، بالتأكيد كان هناك خلل في فهمه لي. وأطرح السؤال: ما الفائدة أو ما الهدف من وراء طلبي من المدرب عدم استدعائي في القائمة، وعلى العكس فلو كان لاعب آخر في مكاني لما صارح مدربه بقضية إمكانية تحويله، ولو حسم أمره لما اكترث للأمر وترك المنتخب من دونه.
---------
زرداب ... عودة إلى فرنسا بطموحات كبيرة لبلوغ المنتخب الأوللا يختلف اثنان أن المهاجم السابق لشبيبة بجاية زهير زرداب ساهم بشكل كبير في المرتبة الثانية التاريخية التي احتلها فريق “يما ڤورايا” الموسم المنصرم، ومشاركته في رابطة أبطال إفريقيا في طبعتها القادمة، وسجل بذلك اسمه من ذهب في الشبيبة وبرز بشكل لافت للانتباه، جعل العديد من الأندية المحلية تريد الظفر بخدماته هذه الصائفة على غرار شبيبة القبائل، مولودية الجزائر، إتحاد العاصمة ووفاق سطيف، لكن زرداب حدد وجهته قبل بضع جولات من نهاية الموسم، بالعودة للعب في فرنسا وبالضبط في نادي “روان“ أين أمضى على عقد موسمين، وفضل بذلك زهير البالغ من العمر 29 سنة المشروع الرياضي على الملايير التي عرضت عليه في الجزائر، لكن يبدو بطموحه أنه ابن 20 أو 22 عاما وهو متأكد من قدرته على تحقيق عدة إنجازات، ونتذكر جيدا لما غادر زرداب النادي البلجيكي زيلت فارجيم“، ولا أحد حينها كان يتوقع منه البروز ما عدا المدرب الفرنسي “ألان ميشال“ الذي كان يشرف حينها على مولودية الجزائر، لكن رئيس شبيبة بجاية طياب بوعلام عرف كيف يظفر به ونجح اللاعب وتمكن حتى من بلوغ المنتخب الوطني الأول شهر نوفمبر من العام الفارط.
في “روان“ هدفه العودة إلى القسم الثاني الفرنسيمن خلال وجودنا في “روان“ لمسنا إرادة قوية لدى أنصار النادي، لاعبيه ومسيريه في إعادة النادي إلى القسم الثاني من البطولة الفرنسية، بعد سقوطه إلى القسم الوطني (الوطني هو القسم الثالثة في فرنسا)، وجندت الإدارة كل الإمكانات المادية والبشرية من أجل تحقيق هذا الهدف، بعد التحاق الرئيس “دارمون“ الذي وعد بإعادة “روان“ إلى الدرجة الثانية، وهو الأمر الذي استوعبه الجميع بدليل أنك لما تكون أمام مدخل الملعب تقابلك لافتة كبيرة مكتوب عليها: “حان الوقت للعودة إلى القسم الثاني”.
“إيريك ڤارسان (مدرب زرداب في روان): “زرداب اللاعب الذي بحثنا عنه منذ مدة”التقينا مدرب نادي “روان“ “إيريك ڤارسان“ بعد انتهاء إحدى الحصص التدريبية لرفقاء زهير زرداب، حيث اقتربنا منه وتطرقنا معه للحديث عن لاعبنا الجزائري الذي التحق بفريقه هذه الصائفة، فقال لنا التقني الفرنسي: “زرداب لاعب كان يهمنا كثيرا واتبعنا خطاه منذ مدة، وقد أعجبنا كثيرا بما كان يقدمه في الجزائر من مستويات مقبولة جدا، وقد فرحت كثيرا باستقدامه إلى “روان“، لأني أعرفه من قبل حين لعب في نادي “رامس“ حيث عملت هناك مدربا مساعدا، وعن التحاقه بنا هنا فقد تأخرا بعض الشيء بسبب تأخر انتهاء البطولة في الجزائر وسنستفيد منه كثيرا هذا أمر أكيد”.
“نعتمد عليه كثيرا في حساباتنا”ولم يخف عنا المدرب “إيريك ڤارسان“ أنه يعتمد كثيرا في حساباته على المهاجم الجزائري، ويعوّل عليه من أجل تحقيق الهدف المنشود لنادي “روان“ هذا الموسم بتحقيق الصعود والعودة إلى القسم الثاني بسرعة، حيث قال أيضا: “نحن نعتمد كثيرا على زهير وواثقون من قدرته على تقديم الإضافة المنتظرة منه، لأنه لاعب جيد ويعرف ما هو منتظر منه، ونتمنى له كل التوفيق معنا ويدرك بأن هدفنا هو الصعود إلى القسم الثاني، وسيكون لنا ذلك في نهاية الموسم بفضل مجهودات الجميع“.
“زرداب معروف حتى في فرنسا“وأكد لنا المدرب الفرنسي “ڤارسان“ أن زرداب معروف أيضا في فرنسا وليس في الجزائر فقط بعد تألقه مع نادي “رامس“، حيث قال مدربه عن هذا الجانب: “لما لعب زهير في رامس كسب شهرة معتبرة، وحتى لما لعب مع “بوفي“، فهو معروف عندنا هنا في فرنسا ورغم قضائه عامين في البطولة الجزائرية لكن الجميع هنا يدرك بأنه لاعب جيد”.